الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
طيب: الطِّيبُ، على بناء فِعْل، والطَّيِّب، نعت. وفي الصحاح: الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث؛ قال ابن بري: الأَمر كما ذكر، إِلا أَنه قد تتسع معانيه، فيقال: أَرضٌ طَيِّبة للتي تَصْلُح للنبات؛ ورِيحٌ طَيِّبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة؛ وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً؛ وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً، ومنه قوله تعالى: الطيباتُ للطَّيِّبين؛ وكلمةٌ طَيِّبة إِذا لم يكن فيها مكروه؛ وبَلْدَة طَيِّبة أَي آمنةٌ كثيرةُ الخير، ومنه قوله تعالى: بَلْدَة طَيِّبة ورَبٌّ غَفُور؛ ونَكْهة طَيِّبة إِذا لم يكن فيها نَتْنٌ، وإِن لم يكن فيها ريح طَيِّبة كرائحةِ العُود والنَّدِّ وغيرهما؛ ونَفْسٌ طَيِّبة بما قُدِّرَ لها أَي راضية؛ وحِنْطة طَيِّبة أَي مُتَوَسِّطَة في الجَوْدَةِ؛ وتُرْبة طَيِّبة أَي طاهرة، ومنه قوله تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً؛ وزَبُونٌ طَيِّبٌ أَي سَهْل في مُبايعَته؛ وسَبْيٌ طَيِّبٌ إِذا لم يكن عن غَدْر ولا نَقْض عَهْدٍ؛ وطعامٌ طَيِّب للذي يَسْتَلِذُّ الآكلُ طَعْمه. ابن سيده: طَابَ الشيءُ طِيباً وطَاباً: لذَّ وزكَا. وطابَ الشيءُ أَيضاً يَطِيبُ طِيباً وطِيَبَةً وتَطْياباً؛ قال عَلْقَمة: يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً، نَضْخُ العَبيرِ بها *** كَأَنَّ تَطْيابَها، في الأَنْفِ، مَشْمومُ وقوله عز وجل: طِبْتم فادخُلوها خالِدين؛ معناه كنتم طَيِّبين في الدنيا فادخُلوها. والطَّابُ: الطَّيِّبُ والطِّيبُ أَيضاً، يُقالان جميعاً. وشيءٌ طابٌ أَي طَيِّبٌ، إِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وإِما أَن يكون فِعْلاً؛ وقوله: يا عُمَرَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابْ *** مُقابِلَ الأَعْراقِ في الطَّابِ الطَّابْ بَينَ أَبي العاصِ وآلِ الخَطَّابْ *** إِنَّ وقُوفاً بفِناءِ الأَبْوابْ، يَدْفَعُني الحاجِبُ بعْدَ البَوَّابْ *** يَعْدِلُ عندَ الحُرِّ قَلْعَ الأَنْيابْ قال ابن سيده: إِنما ذهب به إِلى التأْكيد والمبالغة. ويروى: في الطيِّب الطَّاب. وهو طَيِّبٌ وطابٌ والأُنثى طَيِّبَةٌ وطابَةٌ. وهذا الشعر يقوله كُثَيِّر ابنُ كُثَيِّر النَّوفَليُّ يمدحُ به عمر بن عبدالعزيز. ومعنى قوله مُقابِلَ الأَعْراقِ أَي هو شريفٌ من قِبَل أَبيه وأُمه، فقد تَقَابلا في الشَّرَفِ والجلالة، لأَنَّ عمر هو ابن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أَبي العاص، وأُمه أُم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، فَجَدُّه من قِبل أَبيه أَبو العاص جَدُّ جَدِّه، وجَدُّه من قِبل أُمه عُمَرُ بن الخطاب؛ وقولُ جَنْدَلِ بن المثنى: هَزَّتْ بَراعيمَ طِيابِ البُسْرِ إِنما جمع طِيباً أَو طَيِّباً. والكلمةُ الطَّيِّبةُ: شهادةُ أَنْ لا إِله إِلاّ اللّهُ، وأَنَّ محمداً رسول اللّه. قال ابن الأَثير: وقد تكرر في الحديث ذكر الطَّيِّبِ والطَّيِّبات، وأَكثر ما يرد بمعنى الحلال، كما أَن الخبيث كناية عن الحرام. وقد يَرِدُ الطَّيِّبُ بمعنى الطاهر، ومنه الحديث: انه قال لِعَمَّار مَرحباً بالطَّيِّبِ المُطَيَّبِ أَي الطاهر المُطَهَّرِ؛ ومنه حديث عليّ كرم اللّه وجهه: لما مات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: بأَبي أَنتَ وأُمي، طِبْتَ حَيّاً، وطِبْتَ مَيِّتاً أَي طَهُرتَ. والطَّيِّباتُ في التحيات أَي الطَّيِّباتُ من الصلاة والدعاءِ والكلام مصروفاتٌ إِلى اللّه تعالى. وفلانٌ طَيِّبُ الإِزار إِذا كان عفيفاً؛ قال النابغة: رِقاقُ النِّعالِ، طَيِّبٌ حُجُزاتُهم أَراد أَنهم أَعِفَّاءُ عن المحارم. وقوله تعالى: وهُدُوا إِلى الطَّيِّب من القول؛ قال ثعلب: هو الحسن. وكذلك قولُه تعالى: إِليه يَصْعَدُ الكَلِم الطَّيِّب، والعملُ الصالِحُ يَرْفَعُه؛ إِنما هو الكَلِمُ الحَسَنُ أَيضاً كالدعاء ونحوه، ولم يفسر ثعلب هذه الأَخيرة. وقال الزجاج: الكَلِمُ الطَّيِّبُ توحيدُ اللّه، وقول لا إِله إِلاَّ اللّه، والعملُ الصالح يَرْفَعُه أَي يرفع الكَلِمَ الطَّيِّبَ الذي هو التوحيدُ، حتى يكون مُثبِتاً للموحد حقيقةَ التوحيد. والضمير في يرفعه على هذا راجع إِلى التوحيد. ويجوز أَن يكون ضمير العملِ الصالِح أَي العملُ الصالحُ يرفعه الكَلِمُ الطَّيِّبُ أَي لا يُقْبَلُ عملٌ صالحٌ إِلاَّ من موحد. ويجوز أَن يكون اللّهُ تعالى يرفعه. وقوله تعالى: الطَّيِّباتُ للطَّيِّبين، والطيِّبون للطيِّبات؛ قال الفراء: الطَّيِّبات من الكلام، للطيبين من الرجال؛ وقال غيره: الطيِّبات من النساءِ، للطيِّبين من الرجال. وأَما قوله تعالى: يسأَلونك ماذا أُحِلَّ لهم؟ قل: أُحِلَّ لكم الطَّيِّباتُ؛ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به العرب. وكانت العرب تستقذر أَشياء كثيرة فلا تأْكلها،وتستطيب أَشياءَ فتأْكلها، فأَحلَّ اللّه لهم ما استطابوه، مما لم ينزل بتحريمه تِلاوةٌ مِثْل لحوم الأَنعام كلها وأَلبانها، ومثل الدواب التي كانوا يأْكلونها، من الضِّباب والأَرانب واليرابيع وغيرها. وفلانٌ في بيتٍ طَيِّبٍ: يكنى به عن شرفه وصلاحه وطِيبِ أَعْراقِه. وفي حديث طاووس: أَنه أَشْرَفَ على عليِّ بن الحُسَين ساجداً في الحِجْر، فقلتُ: رجلٌ صالح من بَيْتٍ طَيِّبٍ. والطُّوبى: جماعة الطَّيِّبة، عن كراع؛ قال: ولا نظير له إِلاَّ الكُوسى في جمع كَيِّسَة، والضُّوقى في جمع ضَيِّقة. قال ابن سيده: وعندي في كل ذلك أَنه تأْنيثُ الأَطْيَبِ والأَضْيَقِ والأَكْيَسِ، لأَنَّ عْلى ليسَت من أَبنية الجموع. وقال كراع: ولم يقولوا الطِّيبى، كما قالوا الكِيسَى في الكوسى، والضِّيقَى في الضُّوقى. والطُّوبى: الطيِّبُ، عن السيرافي. وطُوبى: فُعْلى من الطِّيبِ؛ كأَن أَصله طُيْبَى، فقلبوا الياء واواً للضمة قبلها؛ ويقال: طُوبى لَك وطُوبَاك، بالإِضافة. قال يعقوب: ولا تَقُل طُوبِيكَ، بالياءِ. التهذيب: والعرب تقول طُوبى لك، ولا تقل طُوبَاك. وهذا قول أَكثر النحويين إِلا الأَخفش فإِنه قال: من العرب من يُضيفها فيقول: طُوباك. وقال أَبو بكر: طُوباكَ إِن فعلت كذا، قال: هذا مما يلحن فيه العوام، والصواب طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا. وطُوبى: شجرة في الجنة، وفي التنزيل العزيز: طُوبى لهم وحُسْن مآبٍ. وذهب سيبويه بالآية مَذْهبَ الدُّعاء، قال: هو في موضع رفع يدلّك على رفعه رفعُ: وحُسْنُ مآبٍ. قال ثعلب: وقرئَ طُوبى لهم وحُسْنَ مآبٍ، فجعل طُوبى مصدراً كقولك: سَقْياً له. ونظيره من المصادر الرُّجْعَى، واستدل على أَن موضعه نصب بقوله وحُسْنَ مآبٍ. قال ابن جني: وحكى أَبو حاتم سهلُ بن محمد السِّجِسْتاني، في كتابه الكبير في القراءَات، قال: قرأَ عليَّ أَعرابي بالحرم: طِيبَى لهم، فأَعَدْتُ فقلتُ: طُوبى، فقال: طِيبى، فأَعَدْتُ فقلت: طُوبى، فقال: طِيبَى. فلما طال عليَّ قلت: طُوطُو، فقال: طِي طِي. قال الزجاج: جاءَ في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أَن طُوبى شجرة في الجنة. وقيل: طُوبى لهم حُسْنَى لهم، وقيل: خَيْر لهم، وقيل: خِيرَةٌ لهم. وقيل: طُوبى اسم الجنة بالهِنْدية. وفي الصحاح: طُوبى اسم شجرة في الجنة. قال أَبو إِسحق: طُوبى فُعْلى من الطِّيبِ، والمعنى أَن العيشَ الطَّيِّبَ لهم، وكلُّ ما قيل من التفسير يُسَدِّد قولَ النحويين إِنها فُعْلى من الطِّيبِ. وروي عن سعيد بن جبير أَنه قال: طُوبى اسم الجنة بالحبشية. وقال عكرمة: طُوبى لهم معناه الحُسْنَى لهم. وقال قتادة: طُوبى كلمة عربية، تقول العرب: طُوبى لك إِن فعلت كذا وكذا؛ وأَنشد: طُوبى لمن يَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَى *** ورِسْلاً بيَقْطِينِ العِراقِ وفُومها الرِّسْلُ: اللبن. والطَّوْدُ الجَبلُ. واليَقْطِينُ: القَرْعُ؛ أَبو عبيدة: كل ورقة اتَّسَعَتْ وسَتَرَتْ فهي يَقطِينٌ. والفُوم: الخُبْزُ والحِنْطَةُ؛ ويقال: هو الثُّومُ. وفي الحديث: إِن الإِسلام بَدأَ غريباً، وسَيَعُود غريباً كما بدأَ، فطُوبى للغُرباءِ؛ طُوبى: اسم الجنة، وقيل: شجرة فيها، وأَصلها فُعْلى من الطيب، فلما ضمت الطاء، انقلبت الياء واواً. وفي الحديث: طُوبى للشَّأْمِ لأَن الملائكة باسطةٌ أَجنحتَها عليها؛ المراد بها ههنا: فُعْلى من الطيب، لا الجنة ولا الشجرة. واسْتَطَابَ الشيءَ: وجَدَه طَيِّباً. وقولهم: ما أَطْيَبَه، وما أَيْطَبه، مقلوبٌ منه. وأَطْيِبْ به وأَيْطِبْ به، كله جائز. وحكى سيبويه: اسْتَطْيَبَه، قال: جاءَ على الأَصل، كما جاءَ اسْتَحْوَذَ؛ وكان فعلهما قبل الزيادة صحيحاً، وإِن لم يُلفظ به قبلها إِلا معتلاً. وأَطَابَ الشيءَ وطَيَّبَه واسْتَطَابه: وجَدَه طَيِّباً. والطِّيبُ: ما يُتَطَيَّبُ به، وقد تَطَيَّبَ بالشيءِ، وطَيَّبَ الثوبَ وطابَهُ، عن ابن الأَعرابي؛ قال: فكأَنها تُفَّاحةٌ مَطْيُوبة جاءَت على الأَصل كمَخْيُوطٍ، وهذا مُطَّرِدٌ. وفي الحديث: شَهِدْتُ، غلاماً، مع عُمومتي، حِلْفَ المُطَيَّبِين. اجتمَع بنو هاشم، وبنو زُهْرَة، وتَيْمٌ في دارِ ابن جُدْعانَ في الجاهلية، وجعلوا طِيباً في جَفْنةٍ، وغَمَسُوا أَيديَهم فيه، وتَحالَفُوا على التناصر والأَخذ للمظلوم من الظالم، فسُمُّوا المُطَيَّبين؛ وسنذكره مُسْتَوْفىً في حلف. ويقال: طَيَّبَ فلانٌ فلاناً بالطِّيب، وطَيَّبَ صَبِيَّه إِذا قارَبه وناغاه بكلام يوافقه. والطِّيبُ والطِّيبَةُ: الحِلُّ. وقول أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، حين دخل على عثمان، وهو محصور: الآن طَابَ القِتالُ أَي حَلَّ؛ وفي رواية أُخرى، فقال: الآن طابَ امْضَرْبُ؛ يريد طابَ الضَّربُ والقتلُ أَي حَلَّ القتالُ، فأَبدل لام التعريف ميماً، وهي لغة معروفة. وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الرُّسُل كُلُوا من الطَّيِّباتِ أَي كلوا من الحلال، وكلُّ مأْكولٍ حلالٍ مُسْتَطابٌ؛ فهو داخل في هذا. وإِنما خُوطب بهذا سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وقال: يا أَيها الرُّسُلُ؛ فتَضَمَّنَ الخطابُ أَن الرسل جميعاً كذا أُمِرُوا. قال الزجاج: ورُوي أَن عيسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، كان يأْكل من غَزْلِ أُمه. وأَطْيَبُ الطَّيِّبات: الغَنائمُ. وفي حديث هَوازِنَ: من أَحَبَّ أَن يُطَيِّبَ ذلك منكم أَي يُحَلِّله ويُبِيحَه. وسَبْيٌ طِيَبةٌ، بكسر الطاءِ وفتح الياءِ: طَيِّبٌ حِلٌّ صحيحُ السِّبَاءِ، وهو سَبْيُ مَنْ يجوز حَرْبُه من الكفّار، لم يكن عن غَدْرٍ ولا نَقْضِ عَهْدٍ. الأَصمعي: سَبْيٌ طِيَبة أَي سَبْيٌ طَيِّبٌ، يَحِلُّ سَبْيُه، لم يُسْبَوْا ولهم عَهْدٌ أَو ذمة؛ وهو فِعَلَة من الطِّيبِ، بوزن خِيَرةٍ وتِوَلةٍ؛ وقد ورد في الحديث كذلك. والطيِّبُ من كل شيءٍ: أَفضَلُه. والطَّيِّباتُ من الكلام: أَفضَلُه وأَحسنُه. وطِيَبَةُ الكَلإِ: أَخْصَبُه. وطِيَبَةُ الشَّرابِ: أَجمُّه وأَصْفاه.وطابَت الأَرضُ طِيباً: أَخْصَبَتْ وأَكْلأَتْ. والأَطْيَبانِ: الطعامُ والنكاحُ، وقيل: الفَمُ والفَرْجُ؛ وقيل: هما الشَّحْمُ والشَّبابُ، عن ابن الأَعرابي. وذهَبَ أَطْيَباه: أَكْلُه ونِكاحُه؛ وقيل: هما النَّوم والنكاحُ. وطايَبه: مازَحَه. وشَرابٌ مَطْيَبةٌ للنَّفْسِ أَي تَطِيبُ النفسُ إِذا شربته. وطعام مَطْيَبةٌ للنفس أَي تَطِيبُ عليه وبه. وقولهم: طِبْتُ به نفساً أَي طابَتْ نفسي به. وطابت نَفْسُه بالشيءِ إِذا سَمَحَت به من غير كراهة ولا غَضَب. وقد طابَتْ نفسي عن ذلك تَرْكاً، وطابَتْ عليه إِذا وافقَها؛ وطِبْتُ نَفْساً عنه وعليه وبه. وفي التنزيل العزيز: فإِنْ طِبْنَ لكم عن شيءٍ منه نفساً. وفَعَلْتُ ذلك بِطِيبةِ نفسي إِذا لم يُكْرِهْك أَحدٌ عليه. وتقول: ما به من الطِّيبِ، ولا تقل: من الطِّيبَةِ. وماءٌ طُيَّابٌ أَي طَيِّبٌ، وشيءٌ طُيَّابٌ، بالضم، أَي طَيِّبٌ جِدًّا؛ قال الشاعر: نحنُ أَجَدْنا دُونَها الضِّرَابا *** إِنَّا وَجَدْنا ماءَها طُيَّابا واسْتَطَبْناهم: سأَلْناهُم ماءً عذباً؛ وقوله: فلما اسْتَطابُوا، صَبَّ في الصَّحْنِ نِصْفَهُ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون معناه ذاقُوا الخمر فاسْتَطابوها، ويجوز أَن يكون من قولهم: اسْتَطَبْناهم أَي سأَلْناهم ماء عذباً؛ قال: وبذلك فسره ابن الأَعرابي. وماءٌ طَيِّبٌ إِذا كان عذباً، وطَعامٌ طَيِّبٌ إِذا كان سائغاً في الحَلْق، وفلانٌ طَيِّبُ الأَخْلاق إِذا كان سَهْلَ المُعاشرة، وبلدٌ طَيِّبٌ لا سِباخَ فيه، وماءٌ طَيِّبٌ أَي طاهر. ومَطايِبُ اللحْم وغيره: خِيارُه وأَطْيَبُه؛ لا يفرد، ولا واحد له من لفظه، وهو من باب مَحاسِنَ ومَلامِحَ؛ وقيل: واحدها مَطابٌ ومَطابةٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: هي من مَطايِبِ الرُّطَبِ، وأَطَايِبِ الجَزُور. وقال يعقوب: أَطْعِمنا من مَطايِبِ الجَزُور، ولا يقال من أَطايِبِ. وحكى السيرافي: أَنه سأَل بعض العرب عن مَطَايِبِ الجَزُور، ما واحدها؟ فقال: مَطْيَبٌ، وضَحِكَ الأَعرابي من نفسه كيف تكلف لهم ذلك من كلامه. وفي الصحاح: أَطْعَمَنا فلانٌ من أَطايِبِ الجَزُور، جمع أَطْيَبَ، ولا تَقُلْ: من مَطايِبِ الجَزُور؛ وهذا عكس ما في المحكم. قال الشيخ ابن بري: قد ذكر الجَرْمِيُّ في كتابه المعروف بالفَرْق، في بابِ ما جاءَ جَمْعُه على غير واحده المستعمل، أَنه يقال: مَطايِبُ وأَطايِبُ، فمن قال: مَطايِبُ فهو على غير واحده المستعمل، ومن قال: أَطايب، أَجراه على واحده المستعمل. الأَصمعي: يُقال أَطْعِمْنا من مطايبها وأَطَايِبها، واذكُرْ مَنانَتها وأَنانَتَها، وامرأَة حَسَنَة المَعاري، والخيلُ تجْري على مَساويها؛ الواحدةُ مَسْواة، أَي على ما فيها من السُّوءِ، كيفما تكون عليه من هُزالٍ أَو سُقوطٍ منه. والمحاسِنُ والمَقالِيدُ: لا يُعرف لهذه واحدة. وقال الكسائي: واحد المَطايِب مَطْيَبٌ، وواحد المَعاري مَعْرًى، وواحد المَسَاوي مَسْوًى. واستعار أَبو حنيفة الأَطايِبَ للكَلإِ فقال: وإِذا رَعَتِ السائمةُ أَطايبَ الكَلإِ رَعْياً خفيفاً. والطَّابة: الخَمْر ؛ قال أَبو منصور: كأَنها بمعنى طَيِّبة، والأَصل طَيِّبةٌ. وفي حديث طاووس: سُئِلَ عن الطابة تُطْبَخُ على النِّصْفِ؛ الطَّابةُ: العَصِيرُ؛ سمي به لطِيبِه؛ وإِصلاحه على النصف: هو أَن يُغْلى حتى يَذْهَب نِصْفه. والمُطِيبُ، والمُسْتَطِيبُ: المستنجي، مُشتق من الطِّيبِ؛ سمي اسْتِطَابة، لأَنه يَطِيبُ جَسَدُه بذلك مما عليه من الخبث. والاسْتِطَابة: الاسْتِنْجاء. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه نَهَى أَن يَسْتَطِيبَ الرجل بيمينه؛ الاستطابةُ والإِطَابةُ: كناية عن الاستنجاء؛ وسمي بهما من الطِّيبِ، لأَنه يُطِيبُ جَسَدَه بإِزالة ما عليه من الخَبَث بالاستنجاءِ أَي يُطَهِّره. ويقال منه: استطابَ الرجل فهو مُسْتَطِيب، وأَطابَ نَفْسَه فهو مُطِيب؛ قال الأَعشى: يا رَخَماً قاظَ عَلى مَطْلُوبِ *** يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ وفي الحديث: ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِيبُ بها؛ يريد حَلْقَ العانة، لأَنه تنظيف وإِزالة أَذىً. ابن الأَعرابي: أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا استنجى، وأَزالَ الأَذى. وأَطابَ إِذا تكلم بكلام طَيِّب. وأَطابَ: قَدَّمَ طعاماً طَيِّباً. وأَطابَ: ولَدَ بنين طَيِّبِين. وأَطابَ: تزَوَّجَ حَلالاً؛ وأَنشدت امرأَة: لمَا ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً *** ولا زُرْتَنا، إِلا وأَنتَ مُطِيبُ أَي متزوّج؛ هذا قالته امرأَة لخِدْنِها. قال: والحرام عند العُشَّاق أَطْيَب؛ ولذلك قالت: ولا زرتنا، إِلا وأَنت مُطِيب وطِيبٌ وطَيْبةٌ: موضعان. وقيل: طَيْبةُ وطَابةُ المدينة، سماها به النبي، صلى اللّه عليه وسلم. قال ابن بري: قال ابن خالويه: سماها النبي صلى الله عليه وسلم بعدّةِ أَسماء وهي: طَيْبة، وطَيِّبَّةُ، وطابَةُ، والمُطَيَّبة، والجابِرةُ، والمَجْبورة، والحَبِيبة، والمُحَبَّبة؛ قال الشاعر: فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِيا ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة، بوزن شَيْبة. قال ابن الأَثير في الحديث: أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة، هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ، والثَّرْبُ الفساد، فنَهى أَن تسمى به، وسماها طابةَ وطَيْبةَ، وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب، بمعنى الطِّيبِ؛ قال: وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر، لخلوصها من الشرك، وتطهيرها منه. ومنه: جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نظيفة غير خبيثة. وعِذْقُ ابن طابٍ: نخلةٌ بالمدينة؛ وقيل: ابنُ طابٍ: ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك. وفي الصحاح: وتمر بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ، ورُطَبُ ابن طابٍ. قال: وعِذْقُ ابن طابٍ، وعِذْقُ ابن زَيْدٍ ضَرْبانِ من التمر. وفي حديث الرُّؤْيا: رأَيتُ كأَننا في دارِ ابنِ زَيْدٍ، وأُتِينَا بِرُطَبِ ابنِ طاب؛ قال ابن الأَثير: هو نوعٌ من تمر المدينة، منسوبٌ إِلى ابن طابٍ، رجلٍ من أَهلها. وفي حديث جابر: وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ. والطِّيَابُ: نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ، فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها، تَساقَطَ عن نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ ليس فيها إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق، وهو مع ذلك كِبارٌ. قال: وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ، واللّه أَعلم.
ظأب: الظَّأْبُ: الزَّجَلُ. والظَّأْبُ والظَّأْمُ، مهموزان: السِّلْفُ. تقول: هو ظَأْبُه وظَأْمُه؛ وقد ظاءَبه وظَاءَمَه، وتَظاءَبا، وتَظاءَما إِذا تزوّجت أَنت امرأَة، وتزوّج هو أُختها. اللحياني: ظاءَبني فُلانٌ مُظاءَبةً، وظاءَمَني إِذا تزوّجت أَنت امرأَة وتزوّج هو أُختها. وفلانٌ ظَأْبُ فلانٍ أَي سلْفُه، وجمعه أَظْؤُبٌ. وحُكي عن أَبي الدُّقَيْشِ في جمعه ظُؤُوبٌ. والظَّأْبُ: الكلامُ والجَلَبةُ والصَّوْتُ.ابن الأَعرابي: ظَأَب إِذا جَلَّبَ، وظَأَب إِذا تزوّج، وظَأَب إِذا ظَلَم. والأَعْرَفُ أَن الظَّأْب السِّلْفُ، مهموز، وأَن الصوتَ والجَلَبة وصِياحَ التَّيْسِ، كل ذلك مهموز. الأَصمعي قال: سمعت ظَأْبَ تَيْسِ فلانٍ وظَأْمَ تيسِه، وهو صياحُه في هِياجِه؛ وأَنشد لأَوْس بن حَجَرٍ: يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ *** له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَرِيمُ قال: وليس أَوْسُ بنُ حَجَر هذا هو التيميّ، لأَن هذا لم يجئ في شعره. قال ابن بري: هذا البيت للمُعَلَّى بن جَمالٍ العَبْدي. يَصُوعُ أَي يَسُوقُ ويَجْمَعُ. وعُنُوق: جمع عَناقٍ، للأُنثى من وَلد المَعزِ. والأَحْوى: أَراد به تَيْساً أَسْوَدَ. والحُوَّةُ: سوادٌ يَضْرِبُ إِلى حُمْرةٍ. والزَّنيم: الذي له زَنَمتانِ في حَلْقه.
ظبب: ابن الأَثير في حديث البراء: فَوَضَعْتُ ظَبِيبَ السَّيْفِ في بَطْنِه؛ قال: قال الحَرْبِيُّ هكذا رُوِي وإِنما هو ظُبَةُ السيف، وهو طَرَفُه، ويُجْمع على الظُّباةِ والظُّبِينَ. وأَما الضَّبِيبُ، بالضاد: فسيلانُ الدم من الفم وغيره. وقال أَبو موسى إِنما هو بالصاد المهملة، وقد تقدم في موضعه.
ظبظب: التهذيب: أَما ظَبَّ فإِنه لم يُستعمل إِلاَّ مكرَّراً. والظَّبْظَابُ: كلامُ المُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قال الشاعر: مُواغِدٌ جاءَ له ظَبْظابُ قال: والمُواغِدُ، بالغين: المُبادِرُ المُتَهَدِّدُ. أَبو عمرو: ظَبْظَبَ إِذا صاح. وله ظَبْظابٌ أَي جَلَبةٌ؛ وأَنشد: جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لها ظَبَاظِبُ *** فغَشِيَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ ابن سيده: يقال ما به ظَبْظابٌ أَي ما به قَلَبَةٌ. وقيل: ما به شيءٌ من الوَجَع؛ قال رؤبة: كأَنَّ بي سُلاًّ، وما بي ظَبْظابْ قال ابن بري: صواب إِنشاده «وما مِنْ ظَبْظَابْ» وبعده: بي، والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ قال ابن بَري: وفي هذا البيت شاهد على صحة السِّلِّ، لأَنَّ الحريري ذكر في كتابه دُرَّة الغَوَّاص، أَنه من غلط العامة، وصوابُه عنده السُّلال. ولم يُصِبْ في إِنكاره السِّلَّ، لكثرة ما جاءَ في أَشْعار الفُصحاءِ؛ وقد ذكره سيبويه في كتابه أَيضاً. والأَوْصابُ: الأَسقام، الواحد وَصَبٌ. والأَصل في الظَّبْظاب بَثْرٌ يخرج بين أَشفار العين، وهو القَمَعُ، يُدَاوى بالزعفران. وقيل ما به ظَبْظابٌ أَي ما به عَيْب؛ قال: بُنَيَّتِي ليس بها ظَبْظابُ والظَّبْظابُ: البَثْرة في جَفْن العين، تُدْعَى الجُدْجُدَ؛ وقيل: هو بَثْرٌ يخرج بالعين. ابن الأَعرابي: الظَّبْظابُ البثرة التي تخرج في وجوه المِلاحِ. والظَّبْظابُ: داء يُصِيبُ الإِبلَ. ابن سيده: الظَّبْظابُ أَصواتُ أَجْواف الإِبل من شدَّة العطش، حكاها ابن الأَعرابي. والظَّبْظابُ: الصياحُ والجَلَبة. وظَباظِبُ الغَنم: لَبالِبُها، وهي أَصواتُها وجَلَبَتُها؛ وقوله: «جاءَتْ معَ الشَّرْبِ لها ظباظِبُ» يجوز أَن يعني به أَصواتَ أَجواف الإِبل من العطش، ويجوز أَن يعني بها أَصوات مشيها؛ وقوله أَيضاً: «مُواغِدٌ جاءَ له ظَباظِبُ» فسره ثعلب بالجَلَبة، وبأَنَّ ظَباظِبَ جمعُ ظَبْظَبَةٍ؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون جمع ظَبْظابٍ، على حذف الياءِ للضرورة؛ كقوله: والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا
ظرب: الظَّرِبُ، بكسر الراءِ: كلُّ ما نَتأَ من الحجارة، وحُدَّ طَرَفُه؛ وقيل: هو الجَبَل المُنْبَسِط؛ وقيل: هو الجَبَلُ الصغير؛ وقيل: الرَّوابي الصغار، والجمعُ: ظِرابٌ؛ وكذلك فسر في الحديث: الشَّمْسُ على الظِّرَابِ. وفي حديث الاستسقاءِ: اللهم على الآكام، والظِّرابِ، وبُطونِ الأَوْدية، والتِّلالِ. والظِّرابُ: الرَّوابي الصِّغارُ، واحدها ظَرِبٌ، بوزن كَتِفٍ، وقد يجمع، في القلة، على أَظْرُبٍ. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَيْنَ أَهْلُكَ يا مَسْعُودُ؟ فقال: بهذه الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: رأَيتُ كأَني على ظَرِبٍ. ويُصَغَّر على ظُرَيْبٍ. وفي حديث أَبي أُمامة في ذكر الدجال: حتى ينزلَ على الظُّرَيْبِ الأَحمر. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: إِذا غَسَقَ الليلُ على الظِّرابِ؛ إِنما خَصَّ الظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة الليل تَقْرُبُ من الأَرض. الليث: الظَّرِبُ من الحجارة ما كان ناتِئاً في جَبَلٍ، أَو أَرضٍ خَرِبةٍ، وكان طَرَفُه الثاني مُحَدَّداً، وإِذا كان خِلْقَةُ الجَبَلِ كذلك، سُمِّيَ ظَرِباً. وقيل: الظَّرِبُ أَصْغَرُ الإِكامِ وأَحَدُّه حَجراً، لا يكون حَجَرُه إِلاَّ طُرَراً، أَبيضُه وأَسْودُه وكلُّ لونٍ، وجمعه: أَظْرابٌ. والظَّرِبُ: اسم رجل، منه. ومنه سُمِّي عامِرُ بن الظَّرِبِ العَدْوانيّ، أَحدُ فُرْسانِ بني حِمَّانَ بنِ عبدِالعُزَّى؛ وفي الصحاح: أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قال مَعْد يِكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، يَرْثي أَخاه شُرَحْبيلَ، وكان قُتِلَ يومَ الكُلابِ الأَوَّل: إِنَّ جَنْبِي عن الفِراشِ لَنابِ *** كَتَجافي الأَسَرّ فَوْقَ الظِّرابِ من حديثٍ نَمَى إِليَّ، فما تَرْقأُ *** عَيْني، ولا أُسِيغُ شَرابِي من شُرَحْبيلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْ *** ماحُ في حالِ صَبْوةٍ وشَبَابِ والكُلابُ: اسمُ ماءٍ. وكان ذلك اليومَ رئيس بَكْرٍ. والأَسَرُّ: البعير الذي في كِرْكِرَتِه دَبْرَةٌ؛ وقال المُفَضَّلُ: المُظَرَّبُ الذي لَوَّحَتْهُ الظِّرابُ؛ قال رؤْبة: شَدَّ الشَّظِيُّ الجَنْدَلَ المُظَرَّبا وقال غيره: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْريباً، فهي مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ. وفي الحديث: كان له فرسٌ يقال له الظَّرِبُ، تشبيهاً بالجُبَيْل، لقُوَّته. وأَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ التي في أَطْرافِ الحَديدِ؛ قال: بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وهذا البيتُ ذكره الجوهريّ شاهداً على قوله: والأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قال عامر بن الطُّفَيْلِ: ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِحٍ *** بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ وقال ابن بري: البيت للَبيد يصف فرساً، وليس لعامر بن الطفيل، وكذلك أَورده الأَزهري للبيد أَيضاً، وقال: يقول يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِئَ على الظِّرابِ أَي كَلَح. يقول: هو هكذا، وهذه قُوَّتُه، قال: وصوابه ومُقَطِّعٌ، بالرفع، لأَن قبله: تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ *** جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ والنَّواجذُ، ههنا: الضَّواحِكُ؛ وهو الذي اختاره الهروي. وفي الحديث: أَنه صلى الله عليه وسلم ضَحِكَ حتى بَدَتْ نواجذُه؛ قال: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كان التَّبَسُّمَ. والنواجذُ، هنا: آخر الأَضراس، وذلك لا يَبينُ عند الضَّحِك. ويقوّي أَن الناجذَ الضاحكُ قول الفرزدق: ولو سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها *** إِذَنْ لم تُوارِ الناجِذَ الشَّفَتانِ وقال أَبو زُبَيْدٍ الطائي: بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ المَوْ *** تُ، على مُصْطَلاهُ، أَيَّ بُرودِ والظُّرُبُ، على مثال عُتُلٍّ: القصير الغليظُ اللَّحِيمُ، عن اللحياني؛ وأَنشد: يا أُمَّ عبدِاللّهِ أُمَّ العبدِ، يا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ، لا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ أَبو زيد: الظَّرِباءُ، ممدود على فَعِلاءَ: دابة شبه القرد. قال أَبو عمرو: هو الظَّرِبانُ، بالنون، وهو على قدر الهِرِّ ونحوه. وقال أَبو الهيثم: هو الظَّرِبَى، مقصور، والظَّرِباءُ، ممدود، لحن؛ وأَنشد قول الفرزدق: فكيف تُكَلِّمُ الظَّرِبَى، عليها *** فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا قال: والظَّرِبَى جمع، على غير معنى التوحيد. قال أَبو منصور وقال الليث: هو الظَّرِبَى، مقصور، كما قال أَبو الهيثم، وهو الصواب. وروى شمر عن أَبي زيد: هي الظَّرِبانُ، وهي الظَّرابِيُّ، بغير نون، وهي الظِّرْبَى، الظاء مكسورة، والراء جزم، والباء مفتوحة، وكلاهما جِماعٌ: وهي دابة تشبه القرد؛ وأَنشد: لو كنتُ في نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت *** ظَرابِيُّ، من حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها قال أَبو زيد: والأُنثى ظَرِبانةٌ؛ وقال البَعِيثُ: سَواسِيَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم *** ظَرابِيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِبْهُ الكلب، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ البطن، كثير الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرائحة، يَفْسُو في جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ من خُبْث رائحته، فيأْكله. وتزعم الأَعراب: أَنها تفسو في ثوب أَحدهم، إِذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يَبْلى الثوبُ. أَبو الهيثم: يقال هو أَفْسى من الظَّرِبانِ؛ وذلك أَنها تَفْسُو على باب جُحْرِ الضَّبِّ حتى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الجوهري في المثل: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وذلك إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابن سيده: قيل هي دابة شِبْهُ القِرْد، وقيل: هي على قَدْرِ الهِرِّ ونحوه؛ قال عبداللّه بن حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبيّ: أَلا أََبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني *** ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ يعني كثير بن شهاب المَذْحِجيّ، وكان معاويةُ ولاّه خُراسان، فاحْتازَ مالاً، واستتر عند هانئ بن عُروة المُراديّ، فأَخذه من عنده وقتله. وقوله مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أَي ضَرَبْتُه في وجهه، وذلك أَن للظَّرِبان خَطّاً في وجهه، فشَبَّه ضربته في وجهه بالخَطِّ الذي في وَجْهِ الظَّرِبانِ؛ وبعده: فيا لَيْتَ لا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه *** يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ، كُلُّ يَمانِ قال: ومن رواه ضَرَبْتُ عُبَيْداً، فليس هو لعبداللّه ابن حَجَّاج، وإِنما هو لأَسَدِ بن ناغِصةَ، وهو الذي قَتَلَ عُبيداً بأَمر النُّعْمان يوم بُوسَةَ؛ والبيت: أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنني *** ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ غَداةَ تَوَخَّى المُلْكَ، يَلتَمِسُ الحِبا *** فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ الأَزهري: قال قرأْت بخط أَبي الهيثم، قال: الظِّرْبانُ دابة صغير القوائم، يكون طُولُ قوائمه قدر نصف إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شبراً أَو فتراً، وطُولُه مقدار ذراع، وهو مُكَربَسُ الرأْس أَي مجتمعه؛ قال: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وجمعه الظِّرْبَى. وقيل: الظِّرْبَى الواحدُ، وجمعه ظِرْبانٌ. ابن سيده: والجمعُ ظَرابينُ وظَرابِيُّ؛ الياء الأُولى بدل من الأَلف، والثانية بدل من النون، والقول فيه كالقول في إِنسانٍ، وسيأْتي ذكره. الجوهري: الظِّرْبَى على فِعْلَى، جمع مثل حِجْلَى جمع حَجَلٍ؛ قال الفرزدق: وما جعل الظِّرْبَى، القِصارُ أُنوفُها، إِلى الطِّمِّ من مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ وربما مُدَّ وجُمع على ظَرابِيّ، مثل حِرْباءٍ وحَرابيّ، كأَنه جمع ظِرْباء؛ وقال: وهل أَنتُم إِلاّ ظَرابِيُّ مَذْحِجٍ *** تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنُفِها الطُّخْمِ وظِرْبَى وظِرْباء: اسمان للجمع، ويُشْتَمُ به الرجلُ، فيقال: يا ظَرِبانُ. ويقال: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بينهما ظَرِباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ تشاتمهما بنَتْنِ الظَّربان. وقالوا: هما يَتنازعان جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَسابَّانِ، فكَأَنَّ بينهما جِلْدَ ظَرِبانٍ، يَتَناولانِه ويَتَجاذَبانِه. ابن الأَعرابي: من أَمثالهم: هما يَتَماشَنانِ جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَشاتمان. والمَشْنُ: مَسْحُ اليدين بالشيءِ الخَشِنِ.
ظنب: الظُّنْبة: عَقَبةٌ تُلَفُّ على أَطرافِ الرِّيش مما يَلي الفُوقَ، عن أَبي حنيفة. والظُّنْبوبُ: حَرْفُ الساقِ اليابِسُ من قُدُمٍ، وقيل: هو ظاهرُ الساق، وقيل: هو عَظْمه؛ قال يصف ظليماً: عارِي الظَّنَابيبِ، مُنْحَصٌّ قَوادِمُه *** يَرْمَدُّ حتى تَرَى، في رَأْسِه، صَتَعا أَي التِواءً. وفي حديث المُغِيرة: عارية الظُّنْبوبِ هو حَرْفُ العظم اليابِسُ من السَّاقِ أَي عَرِيَ عَظْمُ ساقِها من اللَّحْم لهُزالها. وقَرَع لذلك الأَمْر ظُنْبُوبَه: تَهَيَّأَ له؛ قالَ سلامة بن جَنْدل: كُنَّا، إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ *** كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِيبِ ويقال: عنى بذلك سُرْعةَ الإِجابة، وجَعَل قَرْعَ السَّوْطِ على ساقِ الخُفِّ، في زجْر الفرس، قَرْعاً للظُّنْبوبِ. وقَرَعَ ظَنابِيبَ الأَمْر: ذلَّلَهُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: قَرَعْتُ ظَنابِيبَ الهَوَى، يومَ عالِجٍ *** ويومَ اللِّوَى، حتى قَسَرْتُ الهَوَى قَسْرا فإِنْ خِفْتَ يَوْماً أَن يَلِجَّ بكَ الهَوَى *** فإِنَّ الهوَى يَكْفِيكَهُ مِثلُه صَبرَا يقول: ذَلَّلْتُ الهوَى بقَرْعي ظُنْبوبَه كما تَقْرَعُ ظُنْبوبَ البعير، ليَتَنَوَّخَ لك فتَرْكَبَه، وكل ذلك على المَثَل؛ فإِن الهوَى وغيرَه من الأَعْراض لا ظُنْبوبَ له. والظُّنْبوب: مِسْمارٌ يكون في جُبَّةِ السِّنانِ، حيثُ يُرَكَّبُ في عاليةِ الرُّمح، وقد فُسِّرَ به بيتُ سَلامةَ. وقيل: قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن يَقْرَعَ الرَّجلُ ظُنْبوبَ راحلته بعَصاه إِذا أَناخَها ليركبها رُكوبَ المُسْرِعِ إِلى الشيءِ. وقيل: أَن يَضْرِبَ ظُنْبوبَ دابته بسَوْطِه لِيُنزِقَه، إِذا أَراد رُكوبَه. ومن أَمثالهم: قَرَعَ فُلانٌ لأَمْرِه ظُنْبوبَه إِذا جَدَّ فيه. قال أَبو زيد: لا يقال لذواتِ الأَوْظِفَة ظُنْبوبٌ. ابن الأَعرابي: الظِّنْبُ أَصلُ الشجرة؛ قال: فلَوْ أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ *** نَفَى الرِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِحُ لَجاءَتْ، كأَنَّ القَسْورَ الجَوْنَ بَجَّها *** عَسالِيجَه، والثَّامِرُ المُتَناوِحُ يصف مِعْزَى بحُسْنِ القَبول وقلة الأَكل. والمُعَجَّم: الذي قد أُكِلَ حتى لم يَبْقَ منه إِلاَّ قليل. والرِّقُّ: ورق الشجر. والكالِحُ: المُقَشَّرُ من الجَدْبِ. والقَسْوَرُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
ظوب: ظابُ التَّيْسِ: صِياحُه عند الهياج، ويُستعمل في الإِنسان؛ قال أَوْسُ بن حجرٍ: يَصُوعُ عُنوقَها أَحْوى زَنِيمُ *** له ظَابٌ، كما صَخِبَ الغَريمُ والظَّابُ: الكلامُ والجَلَبَة؛ قال ابن سيده: وإِنما حملناه على الواو، لأَنا لا نعرف له مادَّةً، فإِذا لم توجد له مادَّة، وكان انقِلابُ الأَلف عن الواو عيناً أَكثر، كان حَمْلُه على الواو أَولى.
عبب: العَبُّ: شُرْبُ الماء من غير مَصٍّ؛ وقيل: أَن يَشْرَبَ الماءَ ولا يَتَنَفَّس، وهو يُورِثُ الكُبادَ. وقيل: العَبُّ أَن يَشْرَبَ الماءَ دَغْرَقَةً بلا غَنَثٍ. الدَّغْرَقَةُ: أَن يَصُبَّ الماءَ مرة واحدة. والغَنَثُ: أَن يَقْطَعَ الجَرْعَ. وقيل: العَبُّ الجَرعُ، وقيل: تَتابُعُ الجَرْعِ. عَبَّه يَعُبُّه عَبّاً، وعَبَّ في الماءِ أَو الإِناءِ عَبّاً: كرَع؛ قال: يَكْرَعُ فيها فَيَعُبُّ عَبّا *** مُحَبَّباً، في مائها، مُنْكَبَّا ويقال في الطائر: عَبَّ، ولا يقال شرِبَ. وفي الحديث: مُصُّوا الماءَ مَصّاً، ولا تَعُبُّوه عَبّاً؛ العَبُّ: الشُّرْبُ بلا تَنَفُّس، ومنه الحديث: الكُبادُ من العبِّ. الكُبادُ: داءٌ يعرض للكَبِدِ. وفي حديث الحوض: يَعُبُّ فيه مِيزابانِ أَي يَصُبّانِ فلا يَنْقَطِعُ انْصِبابُهما؛ هكذا جاء في رواية؛ والمعروف بالغين المعجمة والتاء المثناة فوقها. والحمامُ يَشْرَبُ الماء عبّاً، كما تَعُبُّ الدَّوابُّ. قال الشافعي: الحمامُ من الطير ما عَبَّ وهَدَر؛ وذلك ان الحمام يَعُبُّ الماء عَبّاً ولا يَشرب كما يشرب الطَّير شيئاً فشيئاً. وعَبَّتِ الدَّلْوُ: صَوَّتَتْ عند غَرْفِ الماء. وتَعَبَّبَ النبيذَ: أَلَحَّ في شُرْبه، عن اللحياني. ويقال: هو يَتَعَبَّبُ النبيذ أَي يَتَجَرَّعُه. وحكى ابن الأَعرابي: أَن العرب تقول: إِذا أَصابت الظِّباءُ الماءَ، فلا عَبابَ، وإِن لم تُصِبْهُ فلا أَباب أَي إِن وَجَدَتْه لم تَعُبَّ، وإِن لم تجده لم تَأْتَبَّ له، يعني لم تَتَهَيَّأْ لطلبه ولا تشربه؛ من قولك: أَبَّ للأَمر وائْتَبَّ له: تَهَيَّأَ. وقولهم: لا عَبابَ أَي لا تَعُبّ في الماء، وعُبَابُ كلّ شيء: أَوَّلُه. وفي الحديث: إِنَّا حَيٌّ من مَذحِجٍ، عُبَابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها. عُبابُ الماءِ: أَوَّلهُ ومُعْظَمُه. ويقال: جاؤوا بعُبابهِم أَي جاؤوا بأَجمعهم. وأَراد بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ من آبائهم، أَو ما سَلَفَ من عِزِّهم ومَجْدِهم. وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي اللّه تعالى عنهما: طِرْتَ بعُبابها وفُزْتَ بحبابها أَي سبَقْتَ إِلى جُمَّة الإِسلام، وأَدْرَكْتَ أَوائلَه، وشَرِبتَ صَفْوَه، وحَوَيْتَ فَضائِلَه. قال ابن الأَثير: هكذا أَخرج الحديث الهَرَوي والخَطَّابيُّ وغيرُهما من أَصحاب الغريب. وقال بعضُ فُضلاء المتأَخرين: هذا تفسير الكلمة على الصواب، لو ساعدَ النقلُ. وهذا هو حديث أُسَيْدِ بنِ صَفْوانَ، قال: لما مات أَبو بكر، جاءَ عليٌّ فمدحه، فقال في كلامه: طِرْتَ بِغَنائها، بالغين المعجمة والنون، وفُزْتَ بحِيائها، بالحاءِ المكسورة والياء المثناة من تحتها؛ هكذا ذكره الدارقطني من طُرُق في كتاب: ما قالت القرابة في الصحابة، وفي كتابه المؤتلف والمختلف، وكذلك ذكره ابنُ بَطَّة في الإِبانةِ. والعُبابُ: الخُوصَةُ؛ قال المَرّارُ: رَوافِعَ للحِمَى مُتَصَفِّفاتٍ *** إِذا أَمْسى، لصَيِّفه، عُبابُ والعُبابُ: كثرة الماءِ. والعُبابُ: المَطَرُ الكثير. وعَبَّ النَّبْتُ أَي طال. وعُبابُ السَّيْل: مُعْظمُه وارتفاعُه وكثرته؛ وقيل: عُبابُه مَوجُه. وفي التهذيب: العُبابُ معظم السيل. ابن الأَعرابي: العُبُبُ المياهُ المتدفقة. والعُنْبَبُ: كثرة الماء، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّبِ *** عَيْناً، بغَضْيانَ، ثَجُوجَ العُنْبَبِ ويُرْوى: نجوج. قال أَبو منصور: جعل العُنْبَبَ، الفُنْعَلَ، من العَبِّ، والنون ليست أَصلية، وهي كنون العُنْصَل. والعَنْبَبُ وعُنْبَبٌ: كلاهما وادٍ، سمي بذلك لأَنه يَعُبُّ الماءَ، وهو ثلاثي عند سيبويه، وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: العُبَبُ عِنَبُ الثَّعلب، قال: وشجَرَةٌ يقال لها الرَّاءُ، ممدود؛ قال ابن حبيب: هو العُبَبُ؛ ومن قال عِنَبُ الثعلبِ، فقد أَخطأَ. قال أَبو منصور: عِنَبُ الثعلب صحيح ليس بخطإٍ. والفُرْسُ تسميه: رُوسْ أَنْكَرْدَهْ. ورُوسْ: اسم الثعلب؛ وأَنْكَرْدَهْ: حَبُّ العِنَب. ورُوِيَ عن الأَصمعي أَنه قال: الفَنا، مقصور، عِنَبُ الثعلب، فقال عِنَبُ ولم يَقُلْ عُبَبُ؛ قال الأَزهري: وجَدْتُ بيتاً لأَبي وَجْزَة يَدُلُّ على ما قاله ابن الأَعرابي وهو: إِذا تَرَبَّعْتَ، ما بَينَ الشُّرَيْقِ إِلى *** أَرْضِ الفِلاجِ، أُولاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ والعُبَبُ: ضَرْبٌ من النبات؛ زعم أَبو حنيفة أَنه من الأَغْلاثِ. وبَنُو العَبّابِ: قوم من العرب، سُمُّوا بذلك لأَنهم خالَطوا فارِسَ، حتى عَبَّتْ خيلُهم في الفُرات. واليَعْبوبُ: الفَرَسُ الطويلُ السريع؛ وقيل: الكَثير الجَرْيِ؛ وقيل: الجوادُ السَّهْل في عَدْوه؛ وهو أَيضاً: الجَوادُ البعيدُ القَدْرِ في الجَرْي. واليَعْبُوبُ: فرسُ الربيع بن زياد، صفةٌ غالبة. واليَعْبُوبُ: الجَدْوَلُ الكثير الماء، الشديدُ الجِريةِ، وبه شُبِّه الفَرَسُ الطويلُ اليَعْبُوبُ؛ وقال قُسٌّ: عِذْقٌ بساحَةِ حائِرٍ يَعْبُوبِ الحائر: المكان المطمئن الوَسَطِ، المرتفعُ الحُروف، يكون فيه الماءُ، وجمعه حُورانٌ. واليَعْبوبُ: الطويلُ؛ جَعَلَ يَعْبوباً من نَعْتِ حائر. واليَعبوبُ: السَّحابُ. والعَبِيبةُ: ضَرْبٌ من الطَّعام. والعَبيبةُ أَيضاً: شرابٌ يُتَّخَذُ من العُرْفُطِ، حُلْوٌ. وقيل: العَبيبةُ التي تَقْطُرُ من مَغافِيرِ العُرْفُطِ. وعَبيبةُ اللَّثَى: غُسالَتُه؛ واللَّثَى: شيءٌ يَنْضَحُه الثُّمامُ، حُلْوٌ كالناطِفِ، فإِذا سال منه شيءٌ في الأَرض، أُخِذَ ثم جُعِلَ في إِناءٍ، وربما صُبَّ عليه ماءٌ، فشُرِب حُلْواً، وربما أُعْقِدَ. أَبو عبيد: العَبِيبةُ الرائب من الأَلبان؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف مُنْكَر. والذي أَقرأَني الإِياديُّ عن شَمِرٍ لأَبي عبيد في كتاب المؤتلف: الغَبيبةُ، بالغين معجمة: الرائب من اللبن. قال: وسمعت العرب تقول للَّبنِ البَيُّوتِ في السِّقاءِ إِذا رابَ من الغَدِ: غَبِيبةٌ؛ والعَبيبةُ، بالعين، بهذا المعنى، تصحيف فاضح. قال أَبو منصور: رأَيتُ بالبادية جنساً من الثُّمام، يَلْثَى صَمْغاً حُلْواً، يُجْنى من أَغصانِه ويؤكل، يقال له: لَثَى الثُّمام، فإِن أَتَى عليه الزمانُ، تَناثر في أَصل الثُّمام، فيؤخَذُ بتُرابه، ويُجْعَلُ في ثوب، ويُصَبُّ عليه الماءُ ويُشْخَلُ به أَي يُصَفَّى، ثم يُغْلى بالنارِ حتى يَخْثُرَ، ثم يُؤكل؛ وما سال منه فهو العَبِيبَة؛ وقد تَعَبَّبْتُها أَي شَرِبْتُها. وقيل: هو عِرْقُ الصَّمْغِ، وهو حُلْو يُضْرَبُ بمِجْدَحٍ، حتى يَنْضَجَ ثم يُشْرَبَ. والعَبِيبةُ: الرِّمْثُ إِذا كان في وَطاءٍ من الأَرض. والعُبَّى، على مثال فُعْلى، عن كراع: المرأَةُ التي لا تَكادُ يموتُ لها ولدٌ. والعُبِّيَّة والعِبِّيَّةُ: الكِبْرُ والفَخْرُ. حكى اللحياني: هذه عُبِّيَّةُ قُريشٍ وعِبِّيَّةُ. ورجل فيه عُبِّيَّة وعِبِّيَّة أَي كِبر وفخر. وعِبِّيَّةُ الجاهلية: نَخْوَتُها. وفي الحديث: إِن اللّه وضَعَ عَنْكم عُبِّيَّةَ الجاهلية، وتَعَظُّمَها بآبائها، يعني الكِبْرَ، بضم العين، وتُكْسَر. وهي فُعُّولة أَو فُعِّيلة، فإِن كان فُعُّولة، فهي من التَّعْبِيةِ، لأَن المتكبر ذو تكلف وتَعْبِيَةٍ، خلافُ المُسترْسِل على سَجِيَّتِه؛ وإِن كانت فُعِّيلَة، فهي من عُبابِ الماءِ، وهو أَوَّلُه وارتفاعُه؛ وقيل: إِن الباءَ قُلِبَتْ ياء، كما فَعَلوا في تَقَضَّى البازي. والعَبْعَبُ: الشَّبابُ التامُّ. والعَبْعَبُ: نَعْمَةُ الشَّبابِ؛ قال العجاج: بعد الجَمالِ والشَّبابِ العَبْعَبِ وشبابٌ عَبْعَبٌ: تامٌّ. وشابٌّ عَبْعَبٌ: مُمْتَلِئُ الشَّباب. والعَبْعَبُ: ثَوْبٌ واسِعٌ. والعَبْعَبُ: كِساءٌ غليظ، كثير الغَزْلِ، ناعمٌ يُعْمَلُ من وَبَرِ الإِبِلِ. وقال الليث: العَبْعَبُ من الأَكْسِية، الناعمُ الرقيق؛ قال الشاعر: بُدِّلْتِ، بعدَ العُرْي والتَّذَعْلُبِ، ولُبْسِكِ العَبْعَبَ بعدَ العَبْعَبِ، نَمارِقَ الخَزِّ، فَجُرِّي واسْحَبي وقيل: كِساءٌ مُخَطَّطٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تَخَلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبْعَبا وقيل: هو كساء من صوف. والعَبْعَبَةُ: الصوفةُ الحمراء. والعَبْعَبُ: صَنَمٌ، وقد يقال بالغين المعجمة؛ وربما سمي موضعُ الصنم عَبْعَباً. والعَبْعَبُ والعَبْعابُ: الطويلُ من الناس. والعَبْعَبُ: التَّيسُ من الظِّباءِ. وفي النوادر: تَعَبْعَبْتُ الشيءَ، وتَوَعَّبْتُه، واستوعبْتُه، وتَقَمْقَمْتُه، وتَضَمَّمْتُه إِذا أَتيتَ عليه كله. ورجلٌ عَبْعابٌ قَبْقابٌ إِذا كان واسِعَ الحَلْقِ والجَوْفِ، جليلَ الكلام؛ وأَنشد شمر: بعد شَبابٍ عَبْعَبِ التصوير يعني ضَخمَ الصُّورة، جليلَ الكلام. وعَبْعَبَ إِذا انهزم، وعَبَّ إِذا شرب، وعَبَّ إِذا حَسُنَ وجهُه بعد تَغيُّر، وعَبُ الشمسِ: ضُوءُها، بالتخفيف؛ قال: ورَأْسُ عَبِ الشَّمْسِ المَخُوفُ ذِماؤُها ومنهم من يقول: عَبُّ الشمسِ، فيشدِّد الباء. الأَزهري: عَبُّ الشمسِ ضَوءُ الصُّبْح. الأَزهري، في ترجمة عبقر، عند إِنشاده: كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍّ بارِدِ قال: وبه سمي عَبْشَمْسٌ؛ وقولهم: عَبُّ شمسٍ؛ أَرادوا عبدشَمْسٍ. قال ابن شميل في سَعْدٍ: بنو عَبِّ الشَّمْسِ، وفي قريشٍ: بنو عبدِالشمسِ. ابن الأَعرابي: عُبْ عُبْ إِذا أَمرته أَن يَسْتَتِر. وعُباعِبُ: موضع؛ قال الأَعشى: صَدَدْتَ، عن الأَعْداءِ يومَ عُباعِبٍ *** صُدودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ وعَبْعَبٌ: اسم رجل.
عبرب: العَبْرَبُ: السُّمّاقُ، وهو العَبْرَبُ والعَرَبرَبُ. وطَبَخ قِدْراً عَرَبْرَبِيَّةً أَي سُمّاقيَّة. وفي حديث الحجاج، قال لطَبّاخِه: اتَّخِذْ لنا عَبرَبيَّةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها؛ والفَيْجَن: السَّذابُ.
عتب: العَتَبَةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ التي تُوطأُ؛ وقيل: العَتَبَةُ العُلْيا. والخَشَبَةُ التي فوق الأَعلى: الحاجِبُ؛ والأُسْكُفَّةُ: السُّفْلى؛ والعارِضَتانِ: العُضادَتانِ، والجمع: عَتَبٌ وعَتَباتٌ. والعَتَبُ: الدَّرَج. وعَتَّبَ عَتَبةً: اتخذها. وعَتَبُ الدَّرَجِ: مَراقِيها إِذا كانت من خَشَب؛ وكلُّ مِرْقاةٍ منها عَتَبةٌ. وفي حديث ابن النَّحّام، قال لكعب بن مُرَّةَ، وهو يُحدِّثُ بدَرَجاتِ المُجاهد. ما الدَّرَجةُ؟ فقال: أَما إِنَّها ليستْ كعَتَبةِ أُمك أَي إِنها ليست بالدَّرَجة التي تَعْرِفُها في بيتِ أُمكَ؛ فقد رُوِيَ أَنَّ ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأَرض. وعَتَبُ الجبالِ والحُزون: مَراقِيها. وتقول: عَتِّبْ لي عَتَبةً في هذا الموضع إِذا أَردت أَنْ تَرْقى به إلى موضع تَصعَدُ فيه. والعَتَبانُ: عَرَجُ الرِّجْل. وعَتَبَ الفحلُ يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعَتَباناً وتَعْتاباً: ظَلَع أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ، فمشى على ثلاثِ قوائمَ، كأَنه يَقْفِزُ قَفْزاً؛ وكذلك الإِنسانُ إِذا وثَبَ برجل واحدة، ورفع الأُخرى؛ وكذلك الأَقْطَع إِذا مشى على خشبة، وهذا كله تشبيه، كأَنه يمشي على عَتَب دَرَج أَو جَبَل أَو حَزْنٍ، فيَنْزُو من عَتَبةٍ إِلى أُخرى. وفي حديث الزهري في رجل أَنْعَلَ دابةَ رجل فعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ؛ ويروى عَنِتَتْ، بالنون، وسيذكر في موضعه. وعَتَبُ العُودِ: ما عليه أَطراف الأَوْتار من مُقَدَّمِه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد قول الأَعشى: وثَنَى الكَفَّ على ذِي عَتَبٍ *** صَحِلِ الصَّوْتِ بذي زِيرٍ أَبَحّ العَتَبُ: الدَّسْتاناتُ. وقيل: العَتَبُ: العِيدانُ المعروضة على وجْه العُودِ، منها تمدُّ الأَوتار إِلى طرف العُودِ. وعَتَبَ البرقُ عَتَباناً: بَرَق بَرْقاً وِلاءً. وأُعْتِبَ العظمُ: أُعْنِتَ بعدَ الجَبْرِ، وهو التَّعْتابُ. وفي حديث ابن المسيب: كلُّ عظمٍ كُسِر ثم جُبِرَ غير منقوصٍ ولا مُعْتَبٍ، فليس فيه إِلا إِعْطاءُ المُداوِي، فإِن جُبِرَ وبه عَتَبٌ، فإِنه يُقَدَّر عَتَبُهُ بقيمة أَهل البَصر. العَتَب، بالتحريك: النقصُ، وهو إِذا لم يُحْسِنْ جَبْره، وبقي فيه ورَم لازم أَو عَرَجٌ. يقال في العظم المجبور: أُعْتِبَ، فهو مُعْتَبٌ. وأَصلُ العَتَبِ: الشدَّة؛ وحُمِلَ على عَتَبٍ من الشَّرِّ وعَتَبةٍ أَي شدَّة؛ يقال: حُمِلَ فلانٌ على عَتَبةٍ كريهةٍ، وعلى عَتَبٍ كريهٍ من البلاءِ والشرِّ؛ قال الشاعر: يُعْلى على العَتَبِ الكَريهِ ويُوبَسُ ويقال: ما في هذا الأَمر رَتَبٌ، ولا عَتَبٌ أَي شِدَّة. وفي حديث عائشة، رضي اللّه تعالى عنها: إِنَّ عَتَبات الموتِ تأْخُذُها، أَي شدائدَه. والعَتَبُ: ما دَخَلَ في الأَمر منَ الفَساد؛ قال: فما في حُسْنِ طاعَتِنا *** ولا في سَمْعِنا عَتَبُ وقال: أَعْدَدْتُ، للحَرْبِ، صارِماً ذكَراً *** مُجَرَّبَ الوَقْعِ، غير ذِي عَتَبِ أَي غيرَ ذِي التِواءٍ عند الضَّريبة، ولا نَبْوة. ويقال: ما في طاعةِ فلان عَتَبٌ أَي التِواءٌ ولا نَبْوةٌ؛ وما في مَوَدَّته عَتَبٌ إِذا كانت خالصة، لا يَشُوبها فسادٌ؛ وقال ابن السكيت في قول علقمة: لا في شَظاها ولا أَرْساغِها عَتَبُ أَي عَيْبٌ، وهو من قولك: لا يُتَعَتَّبُ عليه في شيءٍ. والتَّعَتُّبُ: التَّجَنِّي؛ تَعَتَّبَ عليه، وتَجَنَّى عليه، بمعنى واحدٍ؛ وتَعَتَّبَ عليه أَي وَجَدَ عليه. والعَتْبُ: المَوْجِدَةُ. عَتَبَ عليه يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعِتاباً ومَعْتِبَة ومَعْتَبَةً ومَعْتَباً أَي وجد عليه. قال الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ، وهو من بني شُقْرة بنِ كعب بن ثَعْلبة بن ضَبَّة، والغَطَمَّشُ الظالِمُ الجائر: أَقُولُ، وقد فَاضَتْ بعَيْنِيَ عَبْرةٌ: *** أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى، والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ أَخِلاَّيَ! لو غَيْرُ الحِمام أَصابَكُمْ *** عَتَبْتُ، ولكنْ ليسَ للدَّهْرِ مَعْتَبُ وقَصَرَ أَخِلاَّيَ ضرورةً، ليُثْبِتَ باءَ الإِضافة، والرواية الصحيحة: أَخِلاَّءَ، بالمد، وحذف ياء الإِضافة، وموضع أَخِلاَّءَ نصبٌ بالقول، لأَن قوله أَرى الدهر يبقى، متصلٌ بقوله أَقول وقد فاضت؛ تقديره أقول وقد بَكَيْتُ، وأَرى الدهرَ باقياً، والأَخِلاَّءَ ذاهبين، وقوله عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ، أَي لو أُصبْتُمْ في حَرْب لأَدْركنا بثأْركم وانتصرنا، ولكن الدهرَ لا يُنْتَصَرُ منه. وعاتَبهُ مُعاتَبَةً وعِتاباً: كلُّ ذلك لامه؛ قال الشاعر: أُعاتِبُ ذا المَودَّةِ من صَديقٍ *** إِذا ما رَابَني منه اجْتِنابُ إِذا ذَهَبَ العِتابُ، فليس وُدٌّ *** ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ العِتابُ ويقال: ما وَجَدْتُ في قوله عُتْباناً؛ وذلك إِذا ذكر أَنه أَعْتَبَكَ، ولم تَرَ لذلك بَياناً. وقال بعضهم: ما وَجَدْتُ عنده عَتْباً ولا عِتاباً؛ بهذا المعنى. قال الأَزهري: لم أَسمع العَتْبَ والعُتْبانَ والعِتاب بمعنى الإِعْتابِ، إِنما العَتْبُ والعُتْبانُ لومُك الرجلَ على إِساءة كانت له إِليك، فاسْتَعْتَبْتَه منها. وكلُّ واحد من اللفظين يَخْلُصُ للعاتِب، فإِذا اشتركا في ذلك، وذَكَّرَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه ما فَرَطَ منه إِليه من الإِساءة، فهو العِتابُ والمُعاتَبة. فأَما الإِعْتابُ والعُتْبَى: فهو رُجوعُ المَعْتُوب عليه إِلى ما يُرْضِي العاتِبَ. والاسْتِعْتابُ: طَلَبُك إِلى المُسِيءِ الرُّجُوعَ عن إِساءَته. والتَّعَتُّبُ والتَّعاتُبُ والمُعاتَبَةُ: تواصف الموجِدَة. قال الأَزهري: التَّعَتُّبُ والمُعاتَبَةُ والعِتابُ: كل ذلك مُخاطَبَةُ الإِدْلالِ وكلامُ المُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم، طالبين حُسْنَ مُراجعتهم، ومذاكرة بعضِهم بعضاً ما كَرِهُوه مما كسبَهم المَوْجِدَةَ. وفي الحديث: كان يقول لأَحَدِنا عند المَعْتِبَة: ما لَهُ تَرِبَتْ يمينُه؟ رويت المعْتَبَة، بالفتح والكسر، من المَوْجِدَة. والعِتْبُ: الرجلُ الذي يُعاتِبُ صاحِبَه أَو صديقَه في كل شيءٍ، إِشفاقاً عليه ونصيحة له. والعَتُوبُ: الذي لا يَعْمَلُ فيه العِتابُ. ويقال: فلانٌ يَسْتَعْتِبُ من نَفْسه، ويَسْتَقِيلُ من نفسه، ويَسْتَدْرِك من نفسه إِذا أَدْرَكَ بنفسه تَغْييراً عليها بحُسْن تقدير وتدبير. والأُعْتُوبةُ: ما تُعُوتِبَ به، وبينهم أُعْتُوبة يَتَعاتَبُون بها.ويقال إِذا تَعاتَبُوا أَصْلَحَ ما بينهم العتابُ. والعُتْبَى: الرِّضا. وأَعْتَبَه: أَعْطاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّته؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ: شابَ الغُرابُ، ولا فُؤادُك تارِكٌ *** ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابُك يُعْتَبُ أَي لا يُسْتَقْبَلُ بعُتْبَى. وتقول: قد أَعْتَبني فلانٌ أَي تَرَكَ ما كنتُ أَجد عليه من أَجلِه، ورَجَع إِلى ما أَرْضاني عنه، بعد إِسْخاطِه إِيَّايَ عليه. وروي عن أَبي الدرداءِ أَنه قال: مُعاتَبة الأَخِ خيرٌ من فَقْدِه. قال: فإِن اسْتُعْتِبَ الأَخُ، فلم يُعْتِبْ، فإِنَّ مَثَلَهم فيه، كقولهم: لك العُتْبَى بأَنْ لا رَضِيتَ؛ قال الجوهري: هذا إِذا لم تُرِدِ الإِعْتابَ؛ قال: وهذا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن موضعه، لأَن أَصْلَ العُتْبَى رجوعُ المُسْتَعتِبِ إِلى مَحبَّةِ صاحبه، وهذا على ضدِّه. تقول: أُعْتِبُكَ بخلاف رِضاكَ؛ ومنه قول بِشْر بن أَبي خازمٍ: غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ *** يومَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ أَي أَعْتَبْناهم بالسَّيْف، يعني أَرْضَيْناهم بالقَتْل؛ وقال شاعر: فَدَعِ العِتابَ، فَرُبَّ شَرٍّ *** هاجَ، أَوَّلهُ، العِتاب والعُتْبَى: اسم على فُعْلى، يوضع موضع الإِعْتاب، وهو الرجوعُ عن الإِساءة إِلى ما يُرْضِي العاتِبَ. وفي الحديث: لا يُعاتَبُونَ في أَنفسهم، يعني لعِظَمِ ذُنُوبهم وإِصْرارِهم عليها، وإِنما يُعاتَبُ من تُرْجَى عنده العُتْبَى أَي الرُّجوعُ عن الذنب والإِساءة. وفي المثل: ما مُسِيءٌ من أَعْتَبَ. وفي الحديث: عاتِبُوا الخَيْلَ فإِنها تُعْتِبُ؛ أَي أَدِّبُوها ورَوِّضُوها للحَرْبِ والرُّكُوبِ، فإِنها تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتابَ.واسْتَعْتَبَه: كأَعْتَبه. واسْتَعْتَبه: طَلب إِليه العُتْبَى؛ تقول: اسْتَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي اسْتَرْضَيْته فأَرْضاني. واسْتَعْتَبْتُه فما أَعْتَبَني، كقولك: اسْتَقَلْته فما أَقالَني. والاستِعتابُ: الاستِقالة. واسْتَعْتَب فلانٌ إِذا طَلب أَن يُعْتَبَ أَي يُرْضَى والمُعْتَبُ: المُرْضَى. وفي الحديث: لا يَتَمَنَّيَن أَحدُكم الموتَ، إِما مُحْسِناً فلَعَلَّه يَزْداد، وإِمّا مُسِيئاً فلعله يَسْتَعْتِبُ؛ أَي يرْجِعُ عن الإِساءة ويَطْلُبُ الرضا. ومنه الحديث: ولا بَعْدَ الموْتِ من مُسْتَعْتَبٍ؛ أَي ليس بعد الموت من اسْتِرْضاءٍ، لأَن الأَعمال بَطَلَتْ، وانْقَضَى زَمانُها، وما بعد الموْت دارُ جزاءٍ لا دارُ عَمَلٍ؛ وقول أَبي الأَسْود: فأَلْفَيْتُه غيرَ مُسْتَعْتِبٍ *** ولا ذَاكِرَ اللّهِ إِلا قليلا يكون من الوجهين جميعاً. وقال الزجاج قال الحسن في قوله تعالى: وهو الذي جعلَ الليل والنهارَ خِلْفَةً لمن أَراد أَن يَذَّكَّر أَو أَرادَ شُكوراً؛ قال: من فاتَهُ عَمَلُه من الذِّكْر والشُّكْر بالنهار كان له في الليل مُسْتَعْتَبٌ، ومن فاته بالليل كان له في النهار مُسْتَعْتَبٌ. قال: أُراه يَعْنِي وقتَ اسْتِعْتابٍ أَي وقتَ طَلَبِ عُتْبى، كأَنه أَراد وقت اسْتِغفار. وفي التنزيل العزيز: وإِن يُسْتَعْتبُوا فما هم من المُعْتِبِين؛ معناه: إِن أَقالَهُم اللّهُ تعالى، وردَّهم إِلى الدنيا لم يُعْتِبُوا؛ يقول: لم يَعْمَلُوا بطاعةِ اللّهِ لِما سَبَقَ لهم في عِلْمِ اللّهِ من الشَّقاءِ. وهو قوله تعالى: ولو رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهوا عنه وإِنَّهم لكاذبون؛ ومن قرأَ: وإِن يَسْتَعْتِبُوا فما هم من المُعْتَبِين؛ فمعناه: إِن يَسْتَقِيلُوا ربهم لم يُقِلْهم. قال الفراءُ: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذا رَجعَ عن أَمر كان فيه إِلى غيره؛ من قولهم: لك العُتْبَى أَي الرجوعُ مما تَكْرَهُ إِلى ما تُحِبُّ. والاعْتِتابُ: الانْصِرافُ عن الشيءِ. واعْتَتَبَ عن الشيءِ: انْصَرَف؛ قال الكميت: فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ عن فُؤَادِيَ، وال *** شِّعْرُ إِلى مَنْ إِليه مُعْتَتَبُ واعْتَتَبْتُ الطريقَ إِذا تركتَ سَهْلَهُ وأَخَذْتَ في وَعْرِه. واعْتَتَبَ أَي قَصَدَ؛ قال الحُطَيْئةُ: إِذا مَخارِمُ أَحْناءٍ عَرَضْنَ له *** لم يَنْبُ عنها وخافَ الجَوْرَ فاعتَتَبا معناه: اعْتَتَبَ من الجبل أَي رَكِبَهُ ولم يَنْبُ عنه؛ يقول: لم يَنْبُ عنها ولم يَخَفِ الجَوْرَ. ويقال للرجل إِذا مَضَى ساعةً ثم رَجَع: قد اعْتَتَبَ في طريقه اعْتِتاباً، كأَنه عَرَضَ عَتَبٌ فتَراجَعَ. وعَتيبٌ: قبيلة. وفي أَمثال العرب: أَوْدَى كما أَوْدَى عَتِيبٌ؛ عَتِيبٌ: أَبو حيٍّ من اليمن، وهو عَتِيبُ بنُ أَسْلَمَ بن مالك بن شَنُوءة بن تَديلَ، وهم حَيٌّ كانوا في دِينِ مالكٍ، أَغارَ عليهم بعضُ الملوكِ فَسَبَى الرجالَ وأَسَرَهم واسْتَعْبَدَهُم، فكانوا يقولون: إِذا كَبِرَ صِبيانُنا لم يتركونا حتى يَفْتَكُّونا، فما زالوا كذلك حتى هلكوا، فضَرَبَتْ بهم العربُ مثلاً لمن ماتَ وهو مغلوب، وقالت: أَوْدَى عَتيبٌ؛ ومنه قول عَدِيّ بن زيد: تُرَجِّيها، وقد وَقَعَت بقُرٍّ *** كما تَرْجو أَصاغِرَها عَتِيبُ ابن الأَعرابي: الثُّبْنة ما عَتَّبْتَه من قُدَّام السراويل. وفي حديث سَلْمان: أَنه عَتَّبَ سراويلَه فتَشَمَّرَ. قال ابن الأَثير: التَّعْتِيبُ أَن تُجْمَعَ الحُجْزَةُ وتُطْوى من قُدَّام. وعَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ؛ قال ابن سيده: وَأُرى الباءَ بدلاً من ميم عَتَّمَ. والعَتَبُ: ما بين السَّبَّابة والوُسْطَى؛ وقيل: ما بين الوسطى والبِنْصَر. والعِتْبانُ: الذكر من الضِّباع، عن كراع. وأُمُّ عِتْبانٍ وأُمُّ عَتَّابٍ: كلتاهما الضَّبُعُ، وقيل: إِنما سميت بذلك لعَرَجها؛ قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه. وعَتَبَ من مكانٍ إِلى مكانٍ، ومن قولٍ إِلى قولٍ إِذا اجتاز من موضع إِلى موضع، والفعل عَتَبَ يَعْتِبُ. وعَتَبَةُ الوادي: جانبه الأَقصى الذي يَلي الجَبَلَ. والعَتَبُ: ما بين الجبلين. والعربُ تَكْنِي عن المرأَة بالعَتَبةِ، والنَّعْلِ، والقارورة، والبيت، والدُّمْيةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ. وعَتِيبٌ: قبيلة. وعَتَّابٌ وعِتْبانٌ ومُعَتِّبٌ وعُتْبة وعُتَيْبةُ: كلُّها أَسماءٌ. وعُتَيْبَةُ وعَتَّابةُ: من أَسماءِ النساءِ. والعِتابُ: ماءٌ لبني أَسدٍ في طريق المدينة؛ قال الأَفوه: فأَبْلِغْ، بالجنابةِ، جَمْعَ قَوْمِي *** ومَنْ حَلَّ الهِضابَ على العِتابِ
عتلب: بالتاءِ المثناة. جبل مُعَتْلَبٌ: رِخْوٌ؛ قال الراجز: مُلاحِمُ القارةِ لم يُعَتْلَبِ
عثب: عَوْثَبانُ: اسم رجل.
عثرب: العُثْرُبُ: شجر نحوُ شجر الرُّمَّان في القدرِ، وورقُه أَحمر مثلُ ورق الحُمّاضِ، تَرِقُّ عليه بطونُ الماشية أَوَّل شيءٍ، ثم تَعْقِدُ عليه الشَّحْمَ بعد ذلك، وله عسالِيجُ حُمْرٌ، وله حَبٌّ كحَبِّ الحُمَّاضِ، واحدته عُثْرُبة؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
عثلب: عَثْلَبَ زَنْدَهُ: أَخَذَه من شجرة لا يَدرِي أَيُصْلِدُ أَم يُوري. وعَثْلَبَ الحَوْضَ وجِدارَ الحَوْضِ ونحوَه: كسَرَه وهَدَمَه؛ قال النابغة: وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مَعَثْلَبُ أَي مَهْدومٌ. وأَمْرٌ مُعَثْلِبٌ إِذا لم يُحْكَم. ورُمْح مُعَثْلِبٌ: مكسور. وقيل: المُعَثْلِبُ المكسور من كل شيءٍ. وعَثْلَبَ عَمَلَه: أَفْسَدَه. وعَثْلَبَ طَعامَه: رَمَّدَه أَو طَحَنَه، فَجَشَّشَ طَحْنَه. وعَثْلَبٌ: اسم ماء؛ قال الشَّمَّاخ:
وصَدَّتْ صُدوداً عن شريعةِ عَثْلَبٍ *** ولابْنَيْ عِياذٍ، في الصُّدُورِ، حَوامِزُ وشَيْخ مُعَثْلِبٌ إِذا أَدْبَرَ كِبَراً
عجب: العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِيادِه؛ وجمعُ العَجَبِ: أَعْجابٌ؛ قال: يا عَجَباً للدَّهْرِ ذِي الأَعْجابِ *** الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ ذِي الأَنْيابِ وقد عَجِبَ منه يَعْجَبُ عَجَباً، وتَعَجَّبَ، واسْتَعْجَبَ؛ قال: ومُسْتَعْجِبٍ مما يَرَى من أَناتِنا *** ولو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ والاسْتِعْجابُ: شِدَّةُ التَّعَجُّبِ. وفي النوادر: تَعَجَّبنِي فلانٌ وتَفَتَّنَني أَي تَصَبَّاني؛ والاسم: العَجِيبةُ، والأُعْجُوبة. والتَّعاجِيبُ: العَجائبُ، لا واحدَ لها من لفظها؛ قال الشاعر: ومنْ تَعاجِيبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِيةٌ *** يُعْصَرُ مِنْها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ الغَاطِيَةُ: الكَرْمُ. وقوله تعالى: بل عَجِبْت ويَسْخَرُون؛ قرأَها حمزة والكسائي بضم التاءِ، وكذا قراءة علي بن أَبي طالب وابن عباس؛ وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأَبو عمرو: بل عَجِبْتَ، بنصب التاءِ. الفراءُ: العَجَبُ، وإِن أُسْنِدَ إِلى اللّه، فليس معناه من اللّه، كمعناه من العباد. قال الزجاج: أَصلُ العَجَبِ في اللغة، أَن الإِنسان إِذا رأَى ما ينكره ويَقِلُّ مِثْلُه، قال: قد عَجِبْتُ من كذا. وعلى هذا معنى قراءة من قرأَ بضم التاءِ، لأَن الآدمي إِذا فعل ما يُنْكِرُه اللّهُ، جاز أَن يقول فيه عَجِبْتُ، واللّه، عز وجل، قد علم ما أَنْكَره قبل كونه، ولكن الإِنكارُ والعَجَبُ الذي تَلْزَمُ به الحُجَّة عند وقوع الشيءِ. وقال ابن الأَنباري في قوله: بل عَجِبْتُ؛ أَخْبَر عن نفسه بالعَجَب. وهو يريد: بل جازَيْتُهم على عَجَبِهم من الحَقِّ، فَسَمّى فِعْلَه باسمِ فِعْلهم. وقيل: بل عَجِبْتَ، معناه بل عَظُمَ فِعْلُهم عندك. وقد أَخبر اللّه عنهم في غير موضع بالعَجَب من الحَقِّ؛ قال: أَكَانَ للناسِ عَجَباً؛ وقال: بل عَجِبُوا أَنْ جاءهم مُنْذِرٌ منهم؛ وقال الكافرون: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ. ابن الأَعرابي: العَجَبُ النَّظَرُ إِلى شيءٍ غير مأْلوف ولا مُعتادٍ. وقوله عز وجل: وإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولُهم؛ الخطابُ للنبي صلى الله عليه وسلم أَي هذا موضعُ عَجَبٍ حيث أَنكروا البعْثَ، وقد تبين لهم مِنْ خَلْقِ السمواتِ والأَرض ما دَلَّهم على البَعْث، والبعثُ أَسهلُ في القُدْرة مما قد تَبَيَّنُوا. وقوله عز وجل: واتَّخَذَ سبيلَه في البحر عَجَباً؛ قال ابن عباس: أَمْسَكَ اللّه تعالى جرْيَةَ البَحْرِ حتى كان مثلَ الطاقِ فكان سَرَباً، وكان لموسى وصاحبه عَجَباً. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من قوم يُقادُونَ إِلى الجنةِ في السلاسِل؛ أَي عَظُمَ ذلك عنده وكَبُرَ لديه. أَعلم الّله أَنه إِنما يَتَعَجَّبُ الآدميُّ من الشيءِ إِذا عَظُمَ مَوْقِعُه عنده، وخَفِيَ عليه سببُه، فأَخبرهم بما يَعْرِفون، ليعلموا مَوْقعَ هذه الأَشياء عنده. وقيل: معنى عَجِبَ رَبُّكَ أَي رَضِيَ وأَثابَ؛ فسماه عَجَباً مجازاً، وليس بعَجَبٍ في الحقيقة. والأَولُ الوجه كما قال: ويَمْكُرونَ ويَمْكُرُ اللّهُ؛ معناه ويُجازيهم اللّه على مكرهم. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكَ من شَابٍّ ليستْ له صَبْوَةٌ؛ هو من ذلك. وفي الحديث: عَجِبَ رَبُّكُمْ من إِلِّكم وقُنُوطِكم. قال ابن الأَثير: إِطْلاقُ العَجَب على اللّه تعالى مَجَازٌ، لأَنه لا يخفى عليه أَسبابُ الأَشياء؛ والتَّعَجُّبُ مما خَفِيَ سببه ولم يُعْلَم. وأَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَهُ على العَجَبِ منه؛ وأَنشد ثعلب: يا رُبَّ بَيْضَاءَ على مُهَشَّمَهْ *** أَعْجَبَها أَكْلُ البَعيرِ اليَنَمَهْ هذه امرأَةٌ رأَتِ الإِبلَ تأْكل، فأَعْجَبها ذلك أَي كَسَبها عَجَباً؛ وكذلك قولُ ابنِ قَيسِ الرُّقَيَّاتِ: رَأَتْ في الرأْسِ منِّي شَيْ *** بَةً، لَسْتُ أُغَيِّبُها فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! *** وبَعْضُ الشَّيْءِ يُعْجِبُها أَي يَكْسِبُها التَّعَجُّبَ. وأُعْجِبَ به: عَجِبَ. وعَجَّبَه بالشيءِ تَعْجِيباً: نَبَّهَهُ على التَّعَجُبِ منه. وقِصَّةٌ عَجَبٌ، وشيء مُعْجِبٌ إِذا كان حَسَناً معدًّا. والتَّعَجُّبُ: أَن تَرَى الشيءَ يُعْجِبُكَ، تَظُنُّ أَنك لم تَرَ مِثلَه. وقولهم: للّه زيدٌ! كأَنه جاءَ به اللّه من أَمْرٍ عَجِيبٍ، وكذلك قولهم: للّه دَرّهُ ! أَي جاءَ اللّهُ بدَرِّه من أَمْرٍ عَجِيبٍ لكثرته. وأَمر عُجَابٌ وعُجَّابٌ وعَجَبٌ وعَجِيبٌ وعَجَبٌ عاجِبٌ وعُجَّابٌ، على المبالغة، يؤكد به. وفي التنزيل: إِنَّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ؛ قرأَ أَبو عبدالرحمن السُّلَمِيُّ: ان هذا لشيء عُجَّابٌ، بالتشديد؛ وقال الفراء: هو مِثْلُ قولهم رجل كريم، وكُرامٌ وكُرَّامٌ، وكَبيرٌ وكُبَارٌ وكُبَّارٌ، وعُجَّاب، بالتشديد، أَكثر من عُجَابٍ. وقال صاحب العين: بين العَجِيب والعُجَاب فَرْقٌ؛ أَما العَجِيبُ، فالعَجَبُ يكون مثلَه، وأَما العُجَاب فالذي تَجاوَزَ حَدَّ العَجَبِ. وأَعْجَبَهُ الأَمْرُ: سَرَّه. وأُعْجِبَ به كذلك، على لفظ ما تَقَدَّم في العَجَبِ. والعَجِيبُ: الأَمْرُ يُتَعَجَّبُ منه. وأَمْرٌ عَجِيبٌ: مُعْجِبٌ. وقولهم: عَجَبٌ عاجِبٌ، كقولهم: لَيْلٌ لائِلٌ، يؤكد به؛ وقوله أَنشده ثعلب: وما البُخْلُ يَنْهاني ولا الجُودُ قادَني *** ولكنَّها ضَرْبٌ إِليَّ عَجيبُ أَرادَ يَنْهاني ويَقُودُني، أَو نَهاني وقَادَني؛ وإِنما عَلَّقَ عَجِيبٌ بإِليَّ، لأَنه في معنى حَبِيب، فكأَنه قال: حَبِيبٌ إِليَّ. قال الجوهري: ولا يجمع عَجَبٌ ولا عَجِيبٌ. ويقال: جمعُ عَجِيب عَجائبُ، مثل أَفِيل وأَفائِل، وتَبيع وتَبائعَ. وقولهم: أَعاجِيبُ كأَنه جمع أُعْجُوبةٍ، مثل أُحْدُوثةٍ وأَحاديثَ. والعُجْبُ: الزُّهُوُّ. ورجل مُعْجَبٌ: مَزْهُوٌّ بما يكون منه حَسَناً أَو قَبِيحاً. وقيل: المُعْجَبُ الإِنسانُ المُعْجَبُ بنفسه أَو بالشيءِ، وقد أُعْجِبَ فلانٌ بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأْيه وبنفسه؛ والاسم العُجْبُ، بالضم. وقيل: العُجْب فَضْلَةٌ من الحُمْق صَرَفْتَها إِلى العُجْبِ. وقولُهم ما أَعجَبَه برأْيه، شاذّ لا يُقاس عليه. والعُجْب: الذي يُحِبُّ مُحادثةَ النساء ولا يأْتي الريبة. والعُجْبُ والعَجْبُ والعِجْبُ: الذي يُعْجِبُه القُعُود مع النساءِ. والعَجْبُ والعُجْبُ من كل دابة: ما انْضَمَّ عليه الوَرِكان من أَصل الذَّنَبِ المَغْروز في مؤخر العَجُزِ؛ وقيل: هو أَصلُ الذَّنَبِ كُلُّه. وقال اللحياني: هو أَصْلُ الذَّنَبِ وعَظْمُه، وهو العُصْعُصُ؛ والجمعُ أَعْجابٌ وعُجُوبٌ. وفي الحديث: كُلُّ ابنِ آدمَ يَبْلَى إِلا العَجْبَ؛ وفي رواية: إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَب. العَجْبُ، بالسكون: العظم الذي في أَسفل الصُّلْب عند العَجُز، وهو العَسِيبُ من الدَّوابِّ. وناقة عَجْباءُ: بَيِّنَةُ العَجَبِ، غلِيظةُ عَجْبِ الذَّنَب، وقد عَجِبَتْ عَجَباً. ويقال: أَشَدُّ ما عَجُبَتِ الناقةُ إِذا دَقَّ أَعْلى مُؤَخَّرِها، وأَشْرَفَتْ جاعِرَتاها. والعَجْباءُ أَيضاً: التي دَق أَعلى مُؤَخَّرها، وأَشرَفَتْ جاعِرَتاها، وهي خلْقَةٌ قبيحة فيمن كانت. وعَجْبُ الكَثِيبِ: آخِرُه المُسْتَدِقُّ منه، والجمعُ عُجُوب؛ قال لبيد: يَجْتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً *** بعُجُوبِ أَنْقاءٍ، يَميلُ هَيامُها ومعنى يَجتابُ: يَقْطَع؛ ومن روى يَجْتافُ، بالفاءِ، فمعناه يَدْخُلُ؛ يصف مطراً. والقالِصُ: المرتفعُ. والمُتَنَبِّذُ: المُتَنَحِّي ناحيةً. والهَيَامُ: الرَّمْل الذي يَنْهار. وقيل: عَجْبُ كلّ شيءٍ مُؤَخَّرُه. وبَنُو عَجْبٍ: قبيلة؛ وقيل: بَنُو عَجْبٍ بطن. وذكر أَبو زيد خارجةُ بنُ زيدٍ أَن حَسَّان بنَ ثابتٍ أَنشد قوله: انْظُرْ خَليلِي ببَطْنِ جِلَّقَ هلْ *** تُونِسُ، دونَ البَلْقاءِ، مِن أَحَدِ فبكى حَسَّان بذِكْرِ ما كان فيه من صِحَّة البصر والشَّبابِ، بعدما كُفَّ بَصَرُه، وكان ابنه عبدُالرحمن حاضِراً فسُرَّ ببكاءِ أَبيه. قال خارجةُ: يقول عَجِبْتُ من سُروره ببكاءِ أَبيه؛ قال ومثله قوله: فقالتْ لي: ابنُ قَيْسٍ ذا! *** وبعضُ الشَّيءِ يُعْجِبُها أَي تَتَعَجَّبُ منه. أَرادَ أَابنُ قَيْسٍ، فتَرك الأَلفَ الأُولى.
عدب: العَدَابُ من الرَّمْل كالأَوْعَسِ، وقيل: هو المُسْتَدِقُّ منه، حيث يَذْهبُ مُعظَمُه، ويَبْقَى شيء من لَيْنِه قبل أَن يَنْقَطِعَ؛ وقيل: هو جانِبُ الرَّمْلِ الذي يَرِقُّ من أَسْفَل الرملة، ويَلي الجَدَدَ من الأَرض؛ قال ابن أَحمر: كثَوْرِ العَدَاب الفَرْدِ يَضْربُه النَّدَى *** تَعَلَّى النَّدَى، في مَتْنِه، وتَحَدَّرا الواحدُ والجمعُ سواءٌ؛ وأَنشد الأَزهري: وأَقْفَرَ المُودِسُ من عَدَابِها يعني الأَرضَ التي قد أَنبتت أَوّلَ نَبْتٍ ثم أَيْسَرَتْ. والعَدُوبُ: الرمل الكثير. قال الأَزهري: والعُدَبيُّ من الرجال الكريمُ الأَخْلاق؛ قال كَثِير بنُ جابر المُحاربيُّ، ليس كُثَيِّرَ عَزَّةَ: سَرَتْ ما سَرَتْ من ليلِها، ثم عَرَّسَتْ *** إِلى عُدَبيٍّ ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ وهذا الحرف ذكره الأَزهري في تهذيبه هنا في هذه الترجمة، وذكره الجوهري في صحاحه في ترجمة عذب بالذال المعجمة. والعَدَابةُ: الرَّحِمُ؛ قال الفرزدق: فكُنْتُ كذاتِ العَرْك لم تُبْقِ ماءَها *** ولا هِيَ، مِنْ ماءِ العَدَابةِ، طاهِرُ وقد رويت العَذَابَة، بالذال المعجمة؛ وهذا البيت أورده الجوهري: ولا هي مما بالعَدَابةِ طاهر وكذلك وجدته في عِدَّةِ نُسَخ.
عذب: العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. والعَذْبُ: الماءُ الطَّيِّبُ. ماءةٌ عَذْبَةٌ ورَكِيَّة عَذْبَةٌ. وفي القرآن: هذا عَذْبٌ فُراتٌ. والجمع: عِذَابٌ وعُذُوبٌ؛ قال أَبو حَيَّةَ النُّميري: فَبَيَّتْنَ ماءً صافِياً ذا شَريعةٍ *** له غَلَلٌ، بَيْنَ الإِجامِ، عُذُوبُ أَراد بغَلَلٍ الجنْسَ، ولذلك جَمَع الصِّفَةَ. والعَذْبُ: الماء الطَّيِّبُ. وعَذُبَ الماءُ يَعْذُبُ عُذوبةً، فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ. وأَعْذَبَه اللّه: جَعَلَه عَذْباً؛ عن كُراع. وأَعْذَبَ القومُ: عَذُبَ ماؤُهم. واستَعْذَبُوا: استَقَوا وشَرِبوا ماءً عَذْباً. واستعْذَبَ لأَهلِه: طَلب له ماءً عَذْباً. واستَعذَب القومُ ماءَهم إِذا استَقَوهُ عَذْباً. واستَعْذَبَه: عَدّه عَذْباً. ويُستَعْذَبُ لفلان من بئر كذا أَي يُسْتَقى له. وفي الحديث: أَنه كان يُسْتَعْذَبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقْيا أَي يُحْضَرُ له منها الماءُ العَذْبُ، وهو الطَّيِّبُ الذي لا مُلوحة فيه. وفي حديث أَبي التَّيّهان: أَنه خرج يَسْتَعذبُ الماءَ أَي يَطْلُبُ الماءَ العَذْبَ. وفي كلام عليّ يَذُمُّ الدنيا: اعْذَوْذَبَ جانبٌ منها واحْلَوْلَى؛ هما افْعَوعَلَ من العُذُوبة والحَلاوة، هو من أَبنية المبالغة. وفي حديث الحجاج: ماءٌ عِذَابٌ. يقال: ماءة عَذْبَةٌ، وماء عِذَابٌ، على الجمع، لأَن الماء جنس للماءة. وامرأَةٌ مِعْذابُ الرِّيقِ: سائغَتُه، حُلْوَتُه؛ قال أَبو زُبَيْدٍ: إِذا تَطَنَّيْتَ، بَعْدَ النَّوْمِ، عَلَّتَها *** نَبَّهْتَ طَيِّبةَ العَلاَّتِ مِعْذابا والأَعْذَبان: الطعامُ والنكاح، وقيل: الخمر والريقُ؛ وذلك لعُذوبَتهما. وإِنه لَعَذْبُ اللسان؛ عن اللحياني، قال: شُبِّهَ بالعَذْبِ من الماءِ. والعَذِبَةُ، بالكسر، عن اللحياني: أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطعام، فيُرْمَى به. والعَذِبَة والعَذْبَةُ: القَذاةُ، وقيل: هي القَذاةُ تَعْلُو الماءَ. وقال ابن الأَعرابي: العَذَبَةُ، بالفتح: الكُدْرةُ من الطُّحْلُب والعَرْمَضِ ونحوهما؛ وقيل: العَذَبة، والعَذِبة، والعَذْبةُ: الطُّحْلُب نفسُه، والدِّمْنُ يَعْلُو الماءَ. وماءٌ عَذِبٌ وذو عَذَبٍ: كثير القَذى والطُّحْلُب؛ قال ابن سيده: أَراه على النسب، لأَني لم أَجد له فعلاً. وأَعْذَبَ الحَوْضَ: نَزَع ما فيه من القَذَى والطُّحْلُبِ، وكَشَفَه عنه؛ والأَمرُ منه: أَعْذِبْ حوضَك. ويقال: اضْرِبْ عَذَبَة الحَوْضِ حتى يَظْهَر الماء أَي اضْرِبْ عَرْمَضَه. وماء لا عَذِبَةَ فيه أَي لا رِعْيَ فيه ولا كَلأَ. وكل غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ. والعَذِبُ: ما أَحاطَ بالدَّبْرةِ. والعاذِبُ والعَذُوبُ: الذي ليس بينه وبين السماءِ سِتْر؛ قال الجَعْدِيُّ يصف ثوراً وَحْشِيّاً بات فَرْداً لا يذُوقُ شيئاً: فباتَ عَذُوباً للسَّماءِ، كأَنه *** سُهَيْلٌ، إِذا ما أَفرَدَتْهُ الكَواكِبُ وعَذَبَ الرجلُ والحِمارُ والفرسُ يَعْذِبُ عَذْباً وعُذُوباً، فهو عاذِبٌ والجمعُ عُذُوبٌ، وعَذُوبٌ والجمعُ عُذُبٌ: لم يأْكل من شِدَّةِ العطَشِ. ويَعْذِبُ الرجلُ عن الأَكل، فهو عاذِب: لا صائم ولا مُفْطِرٌ. ويقال للفرس وغيره: باتَ عَذُوباً إِذا لم يأْكل شيئاً ولم يشرب. قال الأَزهري: القول في العَذُوب والعاذِب انه الذي لا يأْكل ولا يشرب، أَصْوَبُ من القول في العَذُوب انه الذي يمتنع عن الأَكل لعَطَشِه. وأَعْذَبَ عن الشيء: امتنع. وأَعْذَبَ غيرَه: منعه؛ فيكون لازماً وواقعاً، مثل أَمْلَقَ إِذا افتقر، وأَمْلَقَ غيرَه. وأَما قول أَبي عبيد: وجمعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ، فخطأٌ، لأَنَّ فَعولاً لا يُكَسَّر على فُعولٍ. والعاذِبُ من جميع الحيوان: الذي لا يَطْعَمُ شيئاً، وقد غَلَبَ على الخيل والإِبل، والجمع عُذُوبٌ، كساجدٍ وسُجُود. وقال ثعلب: العَذُوب من الدوابِّ وغيرها: القائم الذي يرفع رأْسه، فلا يأْكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ، والجمع عُذُب. والعاذِبُ: الذي يبيت ليله لا يَطْعَم شيئاً. وما ذاقَ عَذُوباً: كَعَذُوفٍ. وعَذَبَه عنه عَذْباً، وأَعْذَبَه إِعْذاباً، وعَذَّبَه تَعْذيباً: مَنَعه وفَطَمه عن الأَمر. وكل من منعته شيئاً، فقد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْته.وأَعْذَبه عن الطعام: منعه وكَفَّه. واسْتَعْذَبَ عن الشيء: انتهى. وعَذَب عن الشيء وأَعْذَب واسْتَعْذَبَ: كُلُّه كَفَّ وأَضْرَب. وأَعْذَبَه عنه: منعه. ويقال: أَعْذِبْ نَفْسَك عن كذا أَي اظْلِفْها عنه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، أَنه شَيَّعَ سَرِيَّةً فقال: أَعْذِبُوا، عن ذِكْرِ النساء، أَنْفُسَكم، فإِن ذلك يَكْسِرُكم عن الغَزْو؛ أَي امْنَعوها عن ذكر النساءِ وشَغْل القُلوب بهنَّ. وكلُّ من مَنَعْتَه شيئاً فقد أَعْذَبْتَه. وأَعْذَبَ: لازم ومُتَعَدٍّ. والعَذَبُ: ماءٌ يَخْرُجُ على أَثرِ الوَلَدِ من الرَّحِم. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: العَذَابَةُ الرَّحِمُ؛ وأَنشد: وكُنْتُ كذاتِ الحَيْضِ لم تُبْقِ ماءَها *** ولا هِيَ، من ماءِ العَذَابةِ، طاهِرُ قال: والعَذَابةُ رَحِمُ المرأَة. وعَذَبُ النَّوائح: هي المَآلي، وهي المَعاذِبُ أَيضاً، واحدتها: مَعْذَبةٌ. ويقال لخرقة النائحة: عَذَبَةٌ ومِعْوَزٌ، وجمعُ العَذَبةِ مَعاذِبُ، على غير قياس. والعَذَابُ: النَّكَالُ والعُقُوبة. يقال: عَذَّبْتُه تَعْذِيباً وعَذَاباً، وكَسَّرَه الزَّجَّاجُ على أَعْذِبَةٍ، فقال في قوله تعالى: يُضَاعَفْ لها العَذَابُ ضِعْفَيْن؛ قال أَبو عبيدة: تُعَذَّبُ ثَلاثَة أَعذِبَةٍ؛ قال ابن سيده: فلا أَدري، أَهذا نَصُّ قولِ أَبي عبيدة، أَم الزجاجُ استعمله. وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً، ولم يُسْتَعمل غيرَ مزيد. وقوله تعالى ولقد أَخَذْناهُم بالعَذاب؛ قال الزجاج: الذي أُخذُوا به الجُوعُ. واسْتعار الشاعِرُ التَّعْذِيبَ فيما لا حِسَّ له؛ فقال: لَيْسَتْ بِسَوْداءَ من مَيْثاءَ مُظْلِمَةٍ *** ولم تُعَذَّبْ بإِدْناءٍ من النارِ ابن بُزُرْجَ: عَذَّبْتُه عَذابَ عِذَبِينَ، وأَصابه مني عَذَابُ عِذَبِينَ، وأَصابه مني العِذَبونَ أَي لا يُرْفَعُ عنه العَذابُ. وفي الحديث: أَنَّ الميت يُعَذَّبُ ببكاءِ أَهله عليه؛ قال ابن الأَثير: يُشْبِهُ أَن يكون هذا من حيث أَن العرب كانوا يُوصُونَ أَهلَهم بالبكاءِ والنَّوح عليهم، وإِشاعةِ النَّعْيِ في الأَحياءِ، وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم، فالميت تلزمه العقوبةُ في ذلك بما تَقَدَّم من أَمره به. وعَذَبةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق. وعَذَبَةُ السَّوْطِ: طَرَفُه، والجمع عَذَبٌ. والعَذَبةُ: أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْط. وأَطْرافُ السُّيوفِ: عَذَبُها وعَذَباتُها. وعَذَّبْتُ السَّوْطَ، فهو مُعَذَّبٌ إِذا جَعَلتَ له عِلاقَةً؛ قال: وعَذَبَة السَّوْطِ عِلاقَتُه؛ وقول ذي الرمة: غُضُفٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ ضَارِيَةٌ *** مِثْلُ السَّراحِينِ، في أَعْنَاقِها العَذَبُ يعني أَطرافَ السُّيُور. وعَذَبةُ الشَّجَرِ: غُصْنُه. وعَذَبَةُ قَضِيبِ الجَمَل: أَسَلَتُه، المُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمِه، والجمع العَذَبُ. وقال ابن سيده: عَذَبةُ البعير طَرَفُ قَضِيبِه. وقيل: عَذَبةُ كل شيء طرفُه. وعَذَبَةُ شِرَاكِ النعل: المُرْسَلةُ من الشِّرَاك. والعَذَبَةُ: الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ خَلْفَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاه. وعَذَبَةُ الرُّمْح: خِرقة تُشَدُّ على رأْسه. والعَذَبة: الغُصْنُ، وجمعه عَذَبٌ. والعَذَبة: الخَيْطُ الذي يُرْفَعُ به المِيزانُ، والجمعُ من كل ذلك عَذَبٌ. وعَذَباتُ الناقة: قوائمها. وعاذِبٌ: اسم مَوْضِع؛ قال النابغة الجَعْدِي: تَأَبدَ، من لَيْلى، رُماحٌ فعاذِبُ *** فأَقْفَر مِمَّنْ حَلَّهُنَّ التَّناضِبُ والعُذَيْبُ: ماء لبَنِي تميم؛ قال كثير: لَعَمْرِي لئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَتْ *** وأَخْلَتْ لِخَيْماتِ العُذَيْبِ ظِلالَها قال ابن جني: أَراد العُذَيْبةَ، فحذف الهاء كما قال: أَبْلِغ النُّعْمانَ عَنّي مَأْلُكاً قال الأَزهري: العُذَيْبُ ماء معروف بين القادِسيَّةِ ومُغِيثَةَ. وفي الحديث: ذِكْرُ العُذَيْبِ، وهو ماء لبني تميم على مَرْحلة من الكوفة، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ؛ وقيل: سمي به لأَنه طَرَفُ أَرض العرب من العَذَبة، وهي طَرَفُ الشيء. وعاذِبٌ: مكانٌ. وفي الصحاح: العُذَبِيُّ الكَرِيمُ الأَخْلاق، بالذال معجمة؛ وأَنشد لكثيرٍ: سَرَتْ ما سَرَتْ من لَيْلِها، ثم أَعْرَضَتْ *** إِلى عُذَبِيٍّ، ذِي غَناءٍ وذي فَضْلِ قال ابن بري: ليس هذا كُثَيِّر عَزَّة، إِنما هو كُثَيِّرُ بن جابر المُحارِبيُّ، وهذا الحرف في التهذيب في ترجمة عدب، بالدال المهملة، وقال: هو العُدَبِيُّ، وضبطه كذلك.
|